في تطور مأساوي جديد، قفز الدولار الأمريكي إلى 535 ريالاً يمنياً للبيع صباح اليوم، مسجلاً انهياراً تاريخياً لا يُصدق – من 215 ريال قبل عشر سنوات إلى هذا الرقم المرعب. أحمد، أب لأربعة أطفال من صنعاء، يقف عاجزاً أمام محل الصرافة: “راتبي كان يساوي 200 دولار، اليوم لا يتجاوز 80 دولاراً فعلياً. كيف سأطعم أطفالي؟” كل يوم تأخير في التحرك قد يكلفك 5% إضافية من قيمة مدخراتك المتبخرة.
الأرقام تصرخ بكارثة حقيقية: فارق سعرين فقط بين الشراء (533) والبيع (535)، مما يشير إلى استقرار مؤقت مخادع يخفي وراءه عاصفة اقتصادية مدمرة. “الوضع متقلب ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث غداً”، يقول محمد الصراف وهو يعد أكوام النقود المتهالكة بيديه المرتجفتين. الريال السعودي ارتفع أيضاً إلى 140.10 للبيع، بينما عائلات بأكملها تعيد حساباتها وتقلص من مشترياتها الأساسية، والرائحة النفاذة للأوراق النقدية القديمة تملأ أسواق الصرافة المكتظة.
قد يعجبك أيضا :
هذا النزيف الاقتصادي له جذور عميقة: منذ 2015 والريال اليمني في انهيار مستمر بسبب انقسام البنك المركزي وتراجع الاحتياطيات إلى مستويات حرجة. تذكرنا هذه الأزمة بانهيار الليرة التركية والليرة اللبنانية في السنوات الأخيرة، لكن الوضع اليمني أشد قسوة. يحذر د. عبدالله، خبير النقد والمصارف: “دون تدخل عاجل، سنرى الدولار يصل إلى 600-700 ريال خلال الأشهر القادمة. الاعتماد الكامل على الواردات يجعلنا رهائن للتقلبات العالمية.”
الكارثة الحقيقية تكمن في التأثير المدمر على الحياة اليومية: المواطن العادي يحتاج الآن ضعف المبلغ لشراء نفس كمية الطعام التي اشتراها قبل سنتين. فاطمة، ربة بيت من عدن، تبكي: “أشتري نصف كمية الرز والزيت بنفس المبلغ. أطفالي يسألونني عن اللحوم، لكنها أصبحت حلماً بعيد المنال.” الخبراء ينصحون بالاستثمار في الذهب كملاذ آمن، بينما البعض يراهن على التحسن والآخرون يستعدون لأسوأ السيناريوهات. طوابير المواطنين الطويلة أمام محلات الصرافة تحكي قصة شعب يكافح ضد إعصار اقتصادي لا يرحم.
قد يعجبك أيضا :
أسعار اليوم تعكس استمرار النزيف الاقتصادي للعملة المحلية، والسؤال المرعب ليس هل ستتدهور أكثر، بل متى وبأي سرعة؟ على كل يمني أن يضع خطة طوارئ لحماية نفسه من هذا الإعصار المالي. التاريخ يخبرنا حقيقة مؤلمة: في اقتصاد منهار، كل شيء ممكن. هل سيصل الدولار إلى 1000 ريال يمني؟ الإجابة قد تكون أقرب مما نتخيل.
