في تطور صاعق لم تشهده الكرة السعودية منذ عقود، نجحت وزارة الرياضة في إحداث انقلاب إداري كامل بنادي الشباب خلال 15 ساعة فقط، مطيحة بالمجلس السابق وعاقدة اجتماعاً سرياً مع اللاعبين قبل الإعلان الرسمي. 50 ألف مشجع يحبسون أنفاسهم والأسابيع المقبلة ستحدد مصير النادي للعقد القادم في أخطر رهان رياضي تشهده المملكة.
في مشهد نادر الحدوث، جلس عبدالعزيز المالكي ونائبه نواف البسام مع لاعبي الفريق لساعتين كاملتين قبل التدريب مساء الثلاثاء، كاسرين حاجز الرسميات المعتادة. “شعرنا بالارتياح للقاء الودي المباشر، همسات الأمل عادت لغرفة الملابس بعد غياب طويل“، يروي طارق الشهري أحد نجوم الفريق. المجلس الجديد المكون من 5 أعضاء يحمل على عاتقه إدارة كيان رياضي بحجم مدينة صغيرة، في مهمة تبدو كتغيير قبطان السفينة وسط العاصفة.
قد يعجبك أيضا :
هذه الهزة الإدارية ليست معزولة، فقد شهدت 5 أندية سعودية تغييرات مماثلة هذا الموسم ضمن مخطط شامل لتطبيق رؤية 2030. “متوسط عمر المجالس المؤقتة في أنديتنا لا يتجاوز 90 يوماً، لكن هذه المرة الظروف مختلفة والدعم الرسمي أقوى من أي وقت مضى”، يؤكد د. سالم الغامدي خبير الإدارة الرياضية. المشهد يذكرنا بتدخل الاتحادات الأوروبية في التسعينات لإنقاذ عمالقة كرة القدم من الانهيار المحقق.
في المقاهي الشعبية المحيطة بالنادي، تحولت الأحاديث من الشكوى المريرة إلى التفاؤل الحذر. محمد العنزي، مشجع مخضرم عاش مع النادي عقدين كاملين، يتنهد قائلاً: “عشت تغييرات كثيرة، لكن هذه المرة أشعر بجدية أكبر، رائحة العشب في الملعب تبدو أعذب والأمل يداعب القلب مجدداً”. التوقعات تشير لزيادة محتملة في الحضور الجماهيري بنسبة 30% خلال الأسابيع المقبلة، لكن الخبراء يحذرون من ضغط التوقعات المرتفعة التي قد تخنق الإدارة الوليدة.
قد يعجبك أيضا :
مرحلة انتقالية مصيرية تنتظر العملاق الأخضر، حيث ستحمل الأيام القادمة إجابات حاسمة حول قدرة القيادة الجديدة على كسر لعنة عدم الاستقرار المزمنة. على الجماهير الآن المساندة بالحضور الكثيف، وعلى الإدارة إثبات أن هذا التغيير نقطة تحول حقيقية وليس مجرد ديكور جديد. هل ستنجح الإدارة الجديدة في تحويل الحلم إلى حقيقة، أم أننا أمام فصل جديد من المأساة؟
