في تطور صادم هز الأوساط الاقتصادية العربية، حقق الريال اليمني معجزة حقيقية بالتعافي من انهيار كارثي وصل إلى 2,760 ريال للدولار الواحد ليستقر عند 238.50 ريال فقط، محققاً تعافياً خارقاً بنسبة 91.4% في غضون 5 أشهر فقط. هذا الانتصار الاقتصادي المذهل جاء بعد رحلة جحيمية عاشها الشعب اليمني، والسؤال الآن: هل هذا مجرد هدوء مؤقت أم بداية نهضة حقيقية؟
أحمد المقطري، تاجر من صنعاء، يروي مأساته: “شاهدت رأسمالي الذي جمعته في 20 عاماً يتبخر أمام عيني خلال أسابيع قليلة، فقدت 80% من أموالي وكنت على وشك إغلاق محلي نهائياً”. في المقابل، يؤكد د. فادي الناصر، محافظ البنك المركزي اليمني: “نجحنا في وضع حد للمضاربة الجنونية من خلال إجراءات صارمة وشجاعة، وإلغاء تراخيص المتلاعبين بالعملة”. الأرقام تتحدث عن نفسها: خسائر كانت ستصل لمليارات الدولارات تم تجنبها، واستقرار يومي مذهل بتذبذب أقل من 0.02% بعد تقلبات وصلت 50% يومياً.
قد يعجبك أيضا :
بدأت هذه القصة المروعة مع تصاعد النزاع وانقسام المؤسسات المالية، حيث تحولت العملة اليمنية إلى ورقة لا قيمة لها في السوق السوداء. د. سالم الحكيمي، أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن، يشرح: “المضاربة الجنونية وغياب الرقابة حولا الريال اليمني إلى كرة يتقاذفها المضاربون”. لكن تأسيس اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في يوليو 2025 كان نقطة التحول الحاسمة، مثل معجزة الاقتصاد الألماني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث نهضت العملة من تحت الأنقاض.
فاطمة العديني، ربة بيت من عدن، تصف التغيير: “كنت أذهب للسوق وأجد أسعار الأرز والطحين تتضاعف كل يوم، أما الآن فقد انخفضت بنسبة 40% وعدت لشراء اللحوم لأطفالي”. التأثير تجاوز الأرقام ليصل للحياة اليومية: عودة الثقة المصرفية، انتعاش التجارة، وتنفس الأسر اليمنية الصعداء أخيراً. المستثمرون الآن أمام فرصة ذهبية للدخول في السوق اليمني قبل الانتعاش الكامل، لكن الخبراء يحذرون من ضرورة الحذر ومراقبة مؤشرات الاستقرار عن كثب.
قد يعجبك أيضا :
هذه المعجزة الاقتصادية حولت اليمن من دولة على شفا الانهيار المالي إلى نموذج محتمل للتعافي في المنطقة. إجراءات البنك المركزي الجريئة أنقذت الاقتصاد من الانهيار التام، وأعادت الأمل للملايين. لكن السؤال الجوهري يبقى: هل سيستمر هذا الاستقرار في ظل التحديات السياسية المستمرة؟ الأيام القادمة ستحدد ما إذا كان هذا انتصاراً مؤقتاً أم بداية نهضة اقتصادية حقيقية تعيد اليمن لخريطة الاستثمار العالمي.
