في صدمة اجتاحت الشارع المصري من الإسكندرية لأسوان، سجل التاريخ الكروي العربي رقماً لم تتخيل الكرة العربية يوماً أن تراه مكتوباً خلف اسم مصر أمام الأردن: 3-0. للمرة الأولى في التاريخ، تصبح هزيمة كروية مفتاحاً لفهم أزمة امتدت عقدين كاملين، بينما يحذر المختصون: ما حدث ليس مجرد خسارة كروية، بل إنذار أخير قبل السقوط النهائي.
شهدت مباراة كأس العرب 2025 سيطرة أردنية كاملة وعجزاً مصرياً واضحاً، امتد لـ 90 دقيقة من المعاناة انتهت بـ 0 أهداف مصرية مقابل 3 أردنية. محمود الجماهيري، مشجع مصري عمره 45 عاماً شاهد كل مباريات منتخب مصر منذ 30 عاماً، وصف اللحظة: “لم أتوقع يوماً أن أرى هزيمة بهذا الشكل المُذل أمام الأردن”. وفي المقابل، حقق خالد الأردني من عمّان مكسباً قدره 50 ألف دولار بعد أن راهن على فوز بلاده بفارق هدفين.
قد يعجبك أيضا :
يربط المحلل الرياضي أحمد عفيفي بين تراجع الزمالك كنادٍ وتراجع المنتخب، مشيراً لفترة ذهبية امتدت من 1995-2006: “طول ما الزمالك بيعانى منتخب مصر مش هيبقى بخير أبداً، الزمالك من 95 لـ 2006 كان فايق المنتخب وأفضل فريق في القارة”. كما سقطت الإمبراطورية الرومانية تدريجياً، تتراجع الإمبراطورية الكروية المصرية منذ عقدين بسبب أزمات الأندية الكبرى وضعف الاستثمار في الشباب، بينما يؤكد د. سامي كمال أستاذ التحليل الرياضي أن “نظرية عفيفي لها أساس علمي: الأندية القوية تصنع منتخبات قوية”.
أحدثت الهزيمة تغييراً جذرياً في نظرة المصريين لمنتخبهم، بينما منحت الأردنيين ثقة جديدة في قدرات فريقهم. انهار المنتخب المصري بسرعة انهيار الثلج تحت شمس الصحراء الحارقة، تاركاً وراءه أصوات صمت في المدرجات المصرية ودموعاً على وجوه الجماهير. أحمد المتفرج الذي حضر المباراة وصف المشهد: “كان الصمت يخيم على المدرجات المصرية بعد الهدف الثالث”. الخبراء يتوقعون ضغوطاً لتغيير الجهاز الفني المصري واستثمارات أردنية متزايدة في الكرة، بينما تتراوح ردود الأفعال بين متفائل يرى الأزمة بداية للحل ومتشائم يتوقع المزيد من التراجع.
قد يعجبك أيضا :
كشفت هذه الهزيمة المُذلة أزمة عميقة تحتاج لحلول جذرية وليس ترقيعية، في وقت تقف فيه الكرة المصرية على مفترق طرق: إما نهضة حقيقية من تحت الأنقاض، أو استمرار في دوامة التراجع. على كل محب للكرة المصرية أن يطالب بالتغيير الحقيقي لا الشكلي، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه اللحظة نقطة البداية للعودة، أم نقطة النهاية للحلم المصري؟
