بعد 50 عاماً من العشوائية المطلقة، شهدت منطقة العتبة في قلب القاهرة تحولاً جذرياً لم تشهده منذ تأسيسها، حيث تحولت من “مصدر إزعاج للسياح” إلى بوابة مصر الحضارية الجديدة. هذا التطوير الذي يحدث بسرعة قياسية، والذي أشاد به الإعلامي أحمد موسى، يعكس رؤية الرئيس السيسي التي تضع المواطن المصري في المقدمة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل باقي المناطق العشوائية في مصر.
كشف أحمد موسى خلال برنامج “على مسئوليتي” عبر قناة صدى البلد، أن آلاف التجار استفادوا من هذا التطوير الذي حول مساحات تعادل 10 ملاعب كرة قدم من الفوضى إلى التنظيم المحكم. “الرئيس يضع المواطن المصري في صدارة اهتماماته” أكد موسى، مشيراً إلى أن الدولة وجهت بإنشاء أماكن مطورة ومنظمة للتجار. فاطمة أحمد، إحدى التاجرات المستفيدات، تروي: “ضاعف دخلي في المكان الجديد، والزبائن يشعرون بالراحة أكثر”.
قد يعجبك أيضا :
تأتي هذه الخطوة كجزء من مشروع شامل لتطوير وسط القاهرة، يهدف لإنهاء عقود طويلة من العشوائية التي ميزت المنطقة منذ الستينيات. د. عمرو الديب، خبير التطوير العمراني، يؤكد أن “هذا التحول يشبه ما حدث في باريس على يد البارون هوسمان”، مضيفاً أن التحدي الأكبر هو الموازنة بين التطوير والحفاظ على الهوية الشعبية للمنطقة. التوجيهات الرئاسية شملت أيضاً مدينة الشيخ زايد لإزالة المخلفات وتحسين الصورة الحضارية أمام ملايين السياح سنوياً.
يشهد المواطنون اليوم تحولاً جذرياً في حياتهم اليومية، حيث حلت سهولة التسوق والتنقل محل الازدحام والفوضى السابقة. أحمد علي، أحد زوار المنطقة، يصف التجربة: “كأنك تتنفس في مساحات مفتوحة بدلاً من الاختناق”. الخبراء يتوقعون ارتفاع قيمة العقارات بنسبة تصل إلى 40% خلال العام المقبل، بينما يحذر محمد الصاوي، تاجر قديم في المنطقة: “نخشى أن نفقد الطابع الشعبي الذي جذب الناس لعقود”. تشير التوقعات إلى أن هذا النموذج قد يمتد لمناطق أخرى في القاهرة التاريخية.
قد يعجبك أيضا :
مع نجاح تحويل العتبة من “فوضى عارمة إلى جنة منظمة” كما وصفها موسى، تتطلع مصر لتطبيق هذا النموذج على نطاق أوسع. الحكومة تدعو المواطنين للاستفادة من برامج الدعم المخصصة للتجار الصغار، بينما تؤكد على ضرورة التكيف مع متطلبات التطوير الجديدة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون العتبة الجديدة النموذج الذي سيعيد تشكيل وجه مصر الحضاري بالكامل؟
