في تطور مفاجئ يُعيد الأمل لآلاف العائلات العسكرية، أعلنت الدائرة المالية والإدارية عن صرف مرتبات متأخرة لمدة 90 يوماً كاملة لبعض الدفعات – فرصة محدودة لاستلام 3 أشهر من المستحقات دفعة واحدة عبر بنك البسيري. نظام معقد يقسم المحاربين إلى 4 فئات مختلفة في الاستلام، في خطوة تثير التساؤلات حول مستقبل النظام المالي للقوات الجنوبية.
الإعلان الرسمي كشف عن تفاوت صادم في المعاملة: بينما تحصل الدفعتان الأولى والثانية – بما في ذلك الشهداء والجرحى المعاقين – على راتب شهر سبتمبر فقط، تستلم الدفعتان الثالثة والرابعة ثلاثة أشهر كاملة (يوليو-أغسطس-سبتمبر). “انتظرت راتبي 90 يوماً وكدت أفقد بيتي” – يقول خالد البيضاني، ضابط برتبة نقيب، معبراً عن معاناة آلاف الجنود. فاطمة الحسني، أرملة شهيد تنتظر راتب زوجها منذ 3 أشهر لإطعام أطفالها الثلاثة، تترقب بقلق إمكانية استلام مستحقاتها أخيراً.
قد يعجبك أيضا :
هذا التأخير الطويل في الرواتب يكشف عن أزمة مالية عميقة تواجه المنطقة الجنوبية، حيث تشير التقارير إلى تعقيدات الوضع السياسي والأمني كأسباب رئيسية وراء هذا التأخر المتكرر. مثل جنود الحرب العالمية الثانية الذين انتظروا مرتباتهم أشهراً، يجد الجنود الجنوبيون أنفسهم في دوامة انتظار مُضنية. “تأخير مرتبات العسكريين خط أحمر يهدد الاستقرار” – يحذر د. محمد الشعبي، خبير الشؤون العسكرية.
التأثير المباشر على الحياة اليومية كان مدمراً: عائلات عسكرية عاجزة عن شراء الاحتياجات الأساسية، ديون متراكمة، وضغوط نفسية هائلة. لكن مع هذا الإعلان، تستعد الأسواق المحلية لانتعاش محدود، بينما تشهد فروع بنك البسيري ووكلائه ازدحاماً غير مسبوق. العريف أحمد المقدشي، جريح الحرب، سيحصل أخيراً على مستحقاته المتأخرة – قصة تتكرر مع آلاف المحاربين الذين ضحوا بصحتهم من أجل الوطن. الخبراء ينصحون بالتوجه الفوري للبنك وحفظ جميع وثائق الاستلام كضمانة قانونية.
قد يعجبك أيضا :
بينما يحتفل المستفيدون بهذا الإنجاز المالي المؤقت، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة حول استدامة النظام واستمرارية الصرف المنتظم. هل سيكون هذا بداية انتظام الرواتب أم مجرد حل مؤقت؟ الإجابة ستحدد مصير آلاف العائلات العسكرية ومستقبل الاستقرار في المنطقة الجنوبية.
