في تطور استثنائي يشهده قطاع الحماية المدنية المصرية، أعلنت محافظة المنوفية حالة الطوارئ القصوى استعداداً لموجة طقس سيئ محتملة، مع تفعيل نظام مراقبة لحظية شامل لم تشهده المنطقة من قبل. الرقم 121 – خط الطوارئ الكهربائي – قد يصبح الخيط الرفيع الفاصل بين الحياة والموت خلال الساعات القادمة، حيث حذر اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية من “خطر كهربائي قاتل” يهدد حياة المواطنين مع بداية سقوط الأمطار.
وفي خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى الدلتا المصرية، أمر المحافظ برفع درجة الاستعداد إلى المستوى الأحمر في جميع المراكز والمدن دون استثناء، مع تشكيل غرفة عمليات موحدة تعمل على مدار 24 ساعة بالتنسيق الكامل مع شركة المياه والصرف الصحي. “المحافظة تعمل بكامل جاهزيتها للتدخل السريع لمواجهة موجة الطقس السيئ” – كما صرح المحافظ في بيان عاجل. أم محمد، ربة منزل من شبين الكوم، تعبر عن قلقها قائلة: “أخاف على أطفالي من الكهرباء والمياه المتجمعة أمام البيت، لكن الاستعدادات دي تخليني أطمن شوية.”
قد يعجبك أيضا :
هذا الاستعداد الاستثنائي يأتي تطويراً جذرياً لآليات التعامل مع الأزمات الجوية التي شهدتها مصر في السنوات الماضية، حيث استفادت الخطة الحالية من دروس مستفادة من تجارب سابقة في مواجهة التقلبات المناخية. الخطة تشبه استعداد مصر القديمة لمواجهة فيضان النيل – نفس الدقة في التخطيط ونفس الشمولية في التغطية. الدكتور مصطفى الهواري، خبير الطوارئ والحماية المدنية، يؤكد أن “هذا التخطيط المسبق والتنسيق المحكم بين الجهات المختلفة ينقذ آلاف الأرواح ويمنع خسائر بالمليارات.”
أما على مستوى الحياة اليومية للمواطنين، فقد أصدرت المحافظة تحذيرات حاسمة تشمل الابتعاد التام عن أعمدة الإنارة والكابلات الكهربائية، وعدم ملامسة أي أجهزة كهربائية بملابس مبللة، مع توعية خاصة للأطفال بخطورة الاقتراب من أي مهمات كهربائية. كريم عبدالله، سائق تاكسي، يشيد بالاستعدادات قائلاً: “المرة اللي فاتت مكنش فيه استعداد كده، دلوقتي الشوارع مراقبة لحظة بلحظة والمعدات جاهزة في كل مكان.” النصائح تشمل أيضاً ارتداء أحذية مرتفعة، وتجنب الأطعمة المكشوفة، والابتعاد عن الأشجار والجدران الرطبة، في محاولة لخلق درع حماية شامل حول كل مواطن.
قد يعجبك أيضا :
مع استمرار حالة التأهب القصوى وتواجد فرق الطوارئ في مواقعها الاستراتيجية، تستعد المنوفية لامتحان حقيقي قد يحولها إلى نموذج وطني في إدارة الأزمات المناخية. المهندس أحمد السيد، رئيس فريق طوارئ المياه، الذي يعمل منذ 72 ساعة متواصلة، يؤكد جاهزية كاملة لمواجهة أي تحدٍ. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح تجربة المنوفية النموذج الذي تحتذي به مصر كلها في مواجهة تحديات المناخ المستقبلية؟