في صدمة اقتصادية مدوية هزت الأوساط المالية اليمنية، فقد كل مواطن يملك 100 دولار ما يعادل 1500 ريال من قيمة مدخراته في غضون أيام قليلة فقط، بينما تكشف وثائق رسمية أن البنك المركزي في عدن يستخدم انهيار العملة “كسلاح لمعاقبة المواطنين” في اتهام خطير لم تشهد البلاد مثيله من قبل. الخبراء يحذرون: كل يوم تأخير في التصرف يعني المزيد من تبخر مدخرات الأسر اليمنية.
في خطوة شجاعة كسرت حاجز الصمت، وجهت نقابة الصرافين الجنوبيين اتهامات مباشرة ومدمرة للبنك المركزي في عدن، محملة إياه المسؤولية الكاملة عن الانهيار المتسارع للريال اليمني. محمد السلمي، الناطق باسم النقابة، كشف الحقيقة المؤلمة: “ما تشهده العملة من انهيار ليس حدثاً طارئاً بل انعكاس لسوء الإدارة وغياب الرقابة”، بينما ارتفع سعر الدولار إلى 1644 ريالاً مقارنة بـ 1629 في مطلع الشهر الجاري. أحمد، موظف حكومي براتب 50 ألف ريال، يروي مأساته: “أشاهد قوتي الشرائية تتبخر أمام عيني، وأصبحت أحتاج آلة حاسبة لشراء الخبز”.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا الانهيار الصاعق، تكشف الوثائق الداخلية فضائح مالية تفوق الخيال: سفرات غير مبررة لمسؤولي البنك، ومرتبات خيالية في ظل إفلاس الدولة، وتوظيف بالوساطات في أهم مؤسسة مالية. النقابة فضحت ما أسمته “الإصلاحات الهشة والسطحية التي تبخرت عند أول اختبار حقيقي”، مشيرة إلى أن اليمن يسير على نفس طريق انهيار العملات في لبنان وتركيا. د. علي الاقتصادي، محلل مالي متخصص، يحذر: “إذا استمر هذا المعدل المدمر، فسنشهد انهياراً كاملاً للنظام المالي خلال شهور قليلة”.
في الأسواق الشعبية، تتكشف المأساة الحقيقية: فاطمة التاجرة تغير أسعارها يومياً، وربات البيوت يقفن في طوابير طويلة أمام محلات الصرافة بوجوه منهكة، بينما أصوات الآلات الحاسبة تعيد حساب الأسعار كل ساعة. الموظفون لا يعرفون كم تساوي مرتباتهم بعد أسبوع، والطلاب في الخارج يعانون من انقطاع التحويلات. التحذير الأكبر: المتخصصون يتوقعون وصول الدولار إلى 2000 ريال قريباً، مما يعني كارثة اقتصادية شاملة وربما اضطرابات اجتماعية خطيرة.
قد يعجبك أيضا :
الصورة الآن أصبحت واضحة: انهيار الريال نتيجة فشل البنك المركزي، معاناة حقيقية للمواطنين، وغياب كامل للحلول الجدية. المستقبل يحمل سيناريوهات مرعبة إلا إذا تدخلت جهات إقليمية أو دولية بشكل عاجل. على المواطنين حماية ما تبقى من مدخراتهم فوراً، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن اليمن على شفا هاوية اقتصادية قد تجر المنطقة كلها معها. السؤال المصيري: هل سيصحو البنك المركزي قبل الانهيار الكامل، أم أن اليمن يتجه نحو أزمة لا رجعة فيها؟
