صراحة نيوز – كتب الدكتور صبري الربيحات
أفقت صبيحة هذا اليوم الماطر على نبأ رحيل احد أكثر ابناء الطفيلة خلقا وأدبا وتهذيبا . كان احمد محمد السهارين احد اوائل ابناء الطفيلة الذين ابتعثوا إلى المملكة العربية السعودية في اوائل الستينيات من القرن الماضي لدراسة اللغة العربية في جامعاتها ليعود مدرسا للغة العربية في ثانوية إناث الطفيلة وليبدأ رحلة تربوية طويلة قضى معظم سنواتها أستاذا ومشرفا وقدوة وموجها حرص على ان يؤدي ادواره بأمانة وشغف واخلاص .
تعرفت على المربي والاخ والصديق أحمد السهارين في اواخر الستينيات من القرن الماضي حيث كان شقيقي الاكبر احمد ابو عقلة يدير متجرا في مدخل مدينة الطفيلة اختار له موقعا في المخازن العائدة ملكيتها للحاج محمد السهارين والد الاستاذ احمد وكنت منبهرا بالطول الفارع لهذا الشاب الوسيم واسمع عن خلقه ونباهته وجديته قبل ان انتقل من مدرسة قرية عيمة إلى ثانوية الطفيلة للذكور عام ١٩٧٠.
في مطلع السبعينيات كان احمد السهارين واحدا من اكثر المعلمين اناقة في السلوك واللباس والحديث وكان عضوا بارزا في نخبة المثقفين من ابناء الطفيلة واساتذتها وضيوفها من العاملين في مجال التعليم والقضاء والادارة .
في تلك الايام كان الجميع تحت مجهر ملاحظات الاهالي وموضوعا من موضوعات احاديثنا كطلبة وشباب نهتم بكل ما يقومون به ونستمع لاقوالهم وربما يحرص البعض منا على ان ينال رضاهم وتقديرهم .
كان احمد السهارين صديقا لأستاذ التاريخ محمد الذويب الذي أصبح لاحقا عضوا في مجلس النواب وزيرا وعضوا في مجلس الاعيان وعلى علاقة طيبة بالمرحوم المربي فؤاد العوران واستاذ اللغة العربية احمد العمري وعلي الهلول . وقد كانوا يسيرون في مشوار مسائي يعبرون خلاله شارع الطفيلة الطويل مشيا هادئا وصولا الى مثلث عيمة والعودة
بالرغم أن احمد السهارين لم يدرسني الا اني كنت ولا ازال اشعر بقربه وتأثيره وحضوره كشخصية احس كل واحد من ابناء جيلنا بقربه واهتمامه واخوته ونبله . اقترن الاستاذ السهارين بالمربية الفاضلة سلوى صالح الحوامدة ابنة احد وجهاء الطفيلة وشقيقة معالي المهندس المرحوم محمود الحوامدة وانجبا خالد واشقاءه ليحافظوا على مسيرة وسمعة واثر احد اهم رجالات وقادة التربية والتعليم الذين مثلوا الهوية الاردنية المحافظة بكل معانيها وتجلياتها .
اليوم وبرحيل احمد السهارين المربي والانسان والقدوة تفقد الطفيلة واحدا من البناة الذين اعطوا لبلدهم واهلهم ووطنهم والجيل الكثير بحب وسخاء وبلا منة او تطلب او ضجيج .
الرحمة لروحك ايها الرجل الذي ما عرفتك الى مبتسما ودودا وما عرفت عنك إلا ما يبعث على الفخر والتقدير والاعتزاز وعزائنا الحار لاسرتك واهلك وللطفيلة والاردن ولكل اهل الخير الذين فقدوا برحيلك سارية ومنبعا من منابع العطاء وانا لله وانا اليه راجعون.
