في تطور يُعيد تشكيل خريطة الهجرة والاستثمار عالمياً، كشفت المملكة العربية السعودية عن شروط الإقامة الدائمة 2026 التي تُمنح مجاناً لمن تجاوزوا 60 عاماً بعد إقامة 10 سنوات فقط. هذا الإعلان التاريخي، الذي يأتي ضمن رؤية 2030 الطموحة، يفتح أبواب أسرع الاقتصادات نمواً عالمياً أمام المواهب والأموال للمرة الأولى في تاريخ المنطقة.
تستهدف المملكة ثلاث فئات رئيسية بهذا البرنامج الثوري: كبار السن المقيمين الذين أمضوا عقداً كاملاً في خدمة المملكة، أصحاب الخبرات النادرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطب المتخصص، والمستثمرين الاستراتيجيين القادرين على ضخ استثمارات نوعية. د. فاطمة النجار، طبيبة القلب المتخصصة التي حصلت على الإقامة الدائمة، تصف البرنامج قائلة: “إنه حلم أصبح حقيقة، فرصة لبناء إمبراطورية طبية في قلب العالم العربي.”
قد يعجبك أيضا :
وراء هذا الإعلان الضخم تقف استراتيجية محكمة لرؤية 2030 التي تسعى لتحويل المملكة من اقتصاد نفطي إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار. الخبراء الاقتصاديون يتوقعون جذب 500 ألف مقيم دائم خلال خمس سنوات، مما سيضخ أكثر من 100 مليار دولار في الاقتصاد السعودي. هذا التحول يُذكّر بالهجرة الذهبية إلى أمريكا في القرن العشرين، لكن هذه المرة الوجهة هي الصحراء العربية التي تتحول لواحة التكنولوجيا.
البرنامج يقدم مزايا استثنائية تشمل حرية التنقل دون قيود الكفالة، حق التملك العقاري، والاستفادة من الخدمات الحكومية. محمد العريفي، المهندس المصري الذي يعمل بالرياض منذ 8 سنوات، يعبر عن قلقه: “أخشى ألا أستوفي شروط الخبرة النادرة، هذه فرصة العمر ولا أريد تفويتها.” بينما تحذر سارة المغربي، رائدة الأعمال: “المنافسة ستشتد قريباً، من يتأخر سيجد نفسه خارج السباق نهائياً.”
قد يعجبك أيضا :
مع ارتفاع أسعار العقارات بنسبة 25% في المدن الرئيسية خلال الشهور الماضية، وتسارع طلبات التأشيرات للمملكة، تتشكل ملامح السعودية الجديدة أمام أعيننا. الوقت ينفد سريعاً أمام الراغبين في الانضمام لهذه النهضة التاريخية. فالسؤال الآن ليس عن مدى نجاح هذا البرنامج، بل هل ستكون من الرواد الذين يكتبون فصلاً جديداً في تاريخ المنطقة، أم ستكتفي بمشاهدة الآخرين يبنون أحلامهم في أرض الفرص الذهبية؟
