في تطور صادم ينهي 90 يوماً من الجوع والانتظار، أعلنت الدائرة المالية والإدارية للقوات المسلحة في عدن بدء صرف مرتبات أسر الشهداء والجرحى المعاقين لأول مرة منذ أشهر مؤلمة. آلاف الأسر اليمنية تتنفس الصعداء أخيراً، بعد سباق محموم مع الوقت لإنقاذ عائلات تقف على حافة اليأس المطلق.
أم محمد، الأرملة الأربعينية التي فقدت زوجها في المعارك، تقف أمام بنك البسيري بعيون دامعة وقلب يرقص فرحاً. “انتظرنا هذا اليوم 90 يوماً كاملة، كل ليلة كانت أطول من عام”، تهمس وهي تمسك بطاقة السحب بيدين ترتجفان من الانفعال. 4 دفع عسكرية كاملة ستحصل على مرتباتها، في حين تستلم الدفعتان الثالثة والرابعة 3 أشهر متراكمة دفعة واحدة، كالمطر الذي طال انتظاره في صحراء قاحلة.
قد يعجبك أيضا :
وراء هذا الإعلان المفرح تكمن قصة معاناة بدأت منذ 9 سنوات مع اشتعال الصراع في اليمن. تراكمت المرتبات غير المدفوعة كالجبال، وتحولت حياة آلاف الأسر إلى صراع يومي للبقاء. “مثل راتب الجندي في زمن صلاح الدين، هذا حق مقدس لا يجوز تأخيره”، يعلق د. سالم الاقتصادي، مؤكداً أن هذا الإجراء ضرورة إنسانية قبل كونها واجب مالي.
في شوارع عدن اليوم، تنتشر فرحة الأمهات كالنار في الهشيم. فاطمة الحارثي، والدة الجندي المُعاق، تبكي من الامتنان: “أخيراً سنتمكن من شراء الدواء لابني وندفع الإيجار المتراكم”. هذه المرتبات ستحرك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث تعني 90 وجبة طعام لكل عائلة مكونة من 5 أفراد. لكن التحدي الأكبر يبقى في ضمان انتظام الصرف مستقبلاً وعدم العودة لدائرة الانتظار المؤلمة.
قد يعجبك أيضا :
هذه الخطوة المهمة تمثل شعاع أمل وسط ظلام الأزمة الاقتصادية، لكنها تطرح تساؤلاً حاسماً حول مستقبل هذه الأسر. الخبراء يدعون لإيجاد حلول مستدامة تضمن حقوق الشهداء والجرحى دون انقطاع. هل ستكون هذه بداية نهاية معاناة الأسر اليمنية، أم مجرد هدنة مؤقتة في حرب البقاء التي لا تنتهي؟