صنع الله إبراهيم.. أديب حمل هموم المجتمع العربي (بروفايل)

صنع الله إبراهيم.. أديب حمل هموم المجتمع العربي (بروفايل)

رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء، الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عاما، داخل مستشفي معهد ناصر وذلك بعد إصابته بإلتهاب رئوي أدي إلى تدهور حالة الجهاز التنفسي.

يعد صنع الله إبراهيم أحد أبرز رواد الأدب في مصر، كما أنه علامة من علامات الأدب المصرى، وله العديد من الأعمال الأدبية ودخلت بعضها في قائمة أفضل مائة رواية عربية، ومن أبرز مؤلفاته رواية «ذات» التي تحولت إلى عمل درامي يحمل عنوان «حكاية بنت أسمها ذات».

ولد صنع الله إبراهيم عام 1937، والتحق صنع الله إبراهيم بكلية الحقوق، ثم حاول الانضمام إلى الحزب الاشتراكي عام 1954، لكنه اصطدم بأفكارهم المتعارضة مع فكره، فانضمَّ إلى منظمة حدتو، لكنه اعتُقِل بعد 5 سنوات من انضمامه لحدتو، وبقي في سجن الواحات منذ عام 1959، حتى عام 1964.

عمل عقب خروجه من السجن في الصّحافة عام 1967 في وكالة الأنباء المصريّة، وفي عام 1968 سافر إلى برلين، ليعمل لدى وكالة الأنباء الألمانية، ثم سافر إلى موسكو، وظل هناك 3 سنوات، درس فيها علم التصوير السينمائيّ، ثمّ عمل على صناعة الأفلام، وأثناء فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عاد صنع الله إبراهيم إلى القاهرة، والتحق بدار نشر الثقافة الجديدة، وهو كذلك أحد المؤسسين لاتحاد الكُتاب المصري.

من أبرز مواقفه السياسية والداعمة للقضية الفلسطينية في عام 2003 رفض صنع الله إبراهيم، رفض جائزة الرواية العربية، والتي فاز بها في هذا العام، وألقي كلمة هجائية طويلة حول الواقع السياسي المصري في هذه الفترة خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حيث أعلن رفضه لنظام «مبارك»، بجانب رفضه لاجتياح الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية.

وفي أكتوبر2003 عندما أعلن الروائي السوداني، الطيب صالح فوز صنع الله بجائزة الرواية العربية في دورتها الثانية، بحضور وزير الثقافة المصري، فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر جابر عصفور، وعشرات الكتّاب والمثقفين العرب، في حفل أقيم في دار الأوبرا المصرية أعلن رفضه الكامل للجائزة.

وحصد صنع الله إبراهيم عدة جوائز تكريمًا لمسيرته الأدبية، من بينها جائزة «غالب هلسا» من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992، وجائزة أفضل رواية مصرية عام 1998 عن روايته «شرف»، وأيضا جائزة «ابن رشد للفكر الحر» عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب في مصر عام 2017، وهي جائزة تُمنح للأدباء الذين ساهموا في تعزيز التفاهم الثقافي بين مصر واليونان.

ناقشت روايته التحولات الاجتماعية والسياسية التي حدثت في المجتمع المصري، حيث انحاز في روايته إلى طبقة المهمشين ونقل هموم المجتمع المصري وأزماته الاجتماعية بل وامتدت إلي هموم الواقع العربي، ورغم تعبيره عن مهم الناس إلى أنه فضل أن يكون بعيدا عن الأضواء، وقليل الظهور ولا يظهر في أي احتفالات عامة أو رسمية، فعاش أغلب سنوات عمره يكتب ويقرأ ورغم ذلك أنتج العديد والعديد من الروايات المهمة إنسان السد العالي، ورواية نجمة أغسطس ورواية بيروت بيروت التي رصد فيها أجواء الحرب الأهلية، بجانب يوميات الواحات وهي عبارة عن سيرة ذاتية تروي حياته داخل السجن، رواية ذات، ورواية شرف، ورواية وردة وامريكانلي وغيرها.

لم يكتفي بكتابة الروايات فقط بل كتب القصص القصيرة مجموعة قصصية بعنوان مثل تلك الرائحة، ومجموعة قصصية بعنوان الثعبان، ومجموعة قصصية بعنوان أبيض وأزرق، وأيضا كتب كتابات خاصة للأطفال مثل رحلة السندباد الثامنة، ويوم عادت الملكية القديمة وعندما جلست العنكبوت تنتظر وغيرها.

يشار إلى أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، نعى ببالغ الحزن والأسى، الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا اليوم، تاركًا إرثًا أدبيًا وإنسانيًا خالدًا سيظل حاضرًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية.

وأكد وزير الثقافة، أن الراحل مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالًا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي.

وأشار وزير الثقافة إلى أن فقدان صنع الله إبراهيم يُمثل خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدّم عبر مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة في المكتبة العربية، كما أثّر في أجيال من الكُتّاب والمبدعين.

يذكر أن الأشهر الأخيرة تعرض الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى عدة أزمات صحية أبرزها تعرضه إلى وعكة صحية تسببت له في كسر في عنق عظمة الفخذ الأيمن وتطلب ذلك تدخل جراحي فيما اطلع وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، على الحالة الصحية واطلع الرئيس عبدالفتاح السيسي على حالة الروائي الكبير، وتابع ما اتخذته وزارة الصحة والسكان من إجراءات ورعاية طبية شاملة منذ بداية حدوث إصابته بكسر في عنق عظمة الفخذ الأيمن والتي تطلبت تدخلا جراحيا عاجلا بمستشفى معهد ناصر الحكومي.

بينما تعرض الروائي الكبير إلى وعكة صحية ثانية وهي إصابته بإلتهاب رئوي حاد، وتم نقله لإحدي المستشفيات الخاصة ثم نقل إلى مستشفي معهد ناصر حتي وافته المنيه.






تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *