
قال الإعلامي مصطفى بكري إن أطفال فلسطين يرسمون ملامح الغد رغم الحرب التي تضربهم بلا هوادة، مؤكدًا أن الجثث مكدسة في الشوارع ولا وقت للدفن، وأن صرخات الأطفال مكتومة بعدما كبروا قبل الأوان وتحملوا الألم على مدى 22 شهرًا.
وأضاف خلال برنامجه «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن أكثر من 300 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعًا، وسط صراع على حبات الدقيق التي تصل إلى غزة، تلك الأرض الطاهرة المروية بدماء الشهداء، مشيرًا إلى تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم كل الظروف، بينما الرياح تصطدم بجدران البيوت المتهالكة والجثث ما زالت تحت الأنقاض، والبرد والجوع ينهشان أجساد المدنيين حتى يلقوا ربهم شهداء.
وتابع بكري باكيًا أن أطفال غزة كانت أحلامهم بسيطة: «قطعة خبز وكوب لبن، لكنهم اليوم يهيمون في الطرقات بلا وجهة، وكأنهم في سجن كبير بلا نوافذ، حتى الماء أصبح شحيحًا، فيما يظل كثير من الأطفال تحت الأنقاض، وصرخاتهم مسموعة ولا أحد يستجيب».
وأشار بكري إلى أن الأطفال يتزاحمون على الفتات، والأمهات يبحثن في المستشفيات عن الدواء، بينما الجوع يعذب البشر والأرواح تغادر، ورائحة البارود تختلط بالصرخات.
واختتم قائلًا: «غزة تموت يا بشر، غزة تموت يا عرب، لكنها أثبتت للعالم أن الكرامة لا تُساوَم»، موجهًا التحية لغزة وأمهاتها ورجالها وشيوخها الذين تمسكوا بمفاتيح بيوتهم ورفضوا الهجرة أو الاستسلام، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يقف شامخًا كزيتون القدس والخليل، رافضًا الانحناء للعاصفة، وباقيًا صامدًا رغم الموت والحرائق.