في خطوة مفاجئة هزت أروقة السلطة في السودان، وضعت بريطانيا 4 أسماء على قائمة العار، مستهدفة للمرة الأولى رؤوس الأفاعي في قوات الدعم السريع بعقوبات فورية وصادمة. وزيرة الخارجية البريطانية تعلن بلا مواربة: “تلطخت أيديهم بالدماء” في جرائم مروعة تترك ندبة في ضمير العالم. العقوبات تضرب في قلب الإمبراطورية المالية لعبد الرحيم دقلو، الرجل الثاني وشقيق “حميدتي”، في قرار يحمل رسائل أعمق مما يبدو على السطح.
القرار البريطاني يأتي بعد 20 شهراً من الحرب الطاحنة التي حولت السودان إلى جحيم حقيقي، حيث وثقت التقارير الدولية استخدام الاغتصاب كسلاح حرب ممنهج وعمليات إعدام جماعية ضد المدنيين العزل. “رأيت بعيني كيف يستخدمون العنف لبسط السيطرة عن طريق الخوف”، يروي محمد عثمان، الصحفي الذي وثق الفظائع رغم التهديدات المستمرة. فاطمة أحمد، النازحة من دارفور، تكسر صمتها: “فقدت زوجي وابني في عملية إعدام جماعي… كنت أعتقد أن العدالة مستحيلة”.
قد يعجبك أيضا :
العقوبات البريطانية تأتي كحلقة جديدة في سلسلة المحاسبة الدولية المتصاعدة، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مشابهة على نفس الأشخاص في نوفمبر الماضي. د. أحمد إبراهيم، خبير القانون الدولي، يؤكد: “هذا نمط جديد في التعامل مع جرائم الحرب، حيث تتضافر القوى الدولية لإغلاق كل المسارات أمام الإفلات من العقاب”. الخبراء يشبهون هذه الاستراتيجية بالحصار المالي الخانق الذي طبق على قادة البلقان في التسعينات، والذي أدى في النهاية إلى انهيار إمبراطوريات الحرب.
تأثير العقوبات يمتد ليشمل تجميد الأصول ومنع السفر، مما يعني انقطاع شرايين التمويل عن العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع. د. سارة محمد، المحامية الحقوقية التي وثقت الجرائم، تقول: “هذه العقوبات كالمقص الذي يقطع أوردة التمويل… ستشعر بها القوات في الميدان خلال أسابيع”. المحللون يتوقعون تراجعاً في معنويات القيادات المتوسطة، خاصة مع تزايد المخاوف من توسع دائرة المحاسبة. أما ردود الأفعال فتتراوح بين الترحيب الحقوقي الواسع والقلق في صفوف المتعاطفين مع الدعم السريع من احتمالات التصعيد الانتقامي.
قد يعجبك أيضا :
العقوبات البريطانية تفتح الباب أمام موجة محاسبة دولية شاملة قد تشمل المزيد من القادة والممولين. الضحايا يترقبون خطوات أكبر، فيما يحذر الخبراء من احتمالات تصعيد العنف كرد فعل أولي. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هذه بداية النهاية لإمبراطورية الدم والخوف في السودان؟ الإجابة قد تحملها الأيام القليلة القادمة، حيث تترقب المنطقة كلها تطورات قد تغير وجه الحرب السودانية إلى الأبد.
