
أقدمت شركة ميتا على إعادة هيكلة وحدة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بعد شهرين فقط من تأسيسها، في خطوة يتوقع أن يصاحبها جولة جديدة من تسريحات الموظفين، وذلك في ظل إصرار الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج على دفع الشركة نحو تطوير ما يسميه بـ”الذكاء الخارق”؛ أي أنظمة أكثر تفوقًا من البشر في أداء المهام المعقدة.
وفي مذكرة داخلية، أوضح ألكسندر وانج، الرئيس الجديد للذكاء الاصطناعي في ميتا والرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI، أن تحقيق الرؤية طويلة المدى للشركة يتطلب تركيزًا أكبر، وكتب قائلاً: “الذكاء الخارق قادم، وإذا أردنا التعامل معه بجدية، فعلينا أن نعيد تنظيم عملنا حول مجالات أساسية ستكون حاسمة لتحقيقه: البحث، والمنتجات، والبنية التحتية.”
الوحدة الجديدة، التي بات اسمها مختبرات ميتا للذكاء الخارق (MSL)، ستضم أربع فرق رئيسية: الأول مسؤول عن تطوير نماذج اللغة الضخمة مثل Llama التي تدعم مساعد ميتا الذكي، والثاني مخصص للأبحاث الأساسية ضمن مختبر FAIR الذي يقود جهود الشركة في هذا المجال منذ أكثر من عقد.
أما الفريق الثالث، بقيادة المدير التنفيذي السابق لـ GitHub نات فريدمان، فسيركز على تطوير منتجات ذكاء اصطناعي موجهة للمستهلكين، في حين سيقود أبارنا راماني الفريق الرابع المعني بالبنية التحتية مثل مراكز البيانات وأجهزة الحوسبة.
وكان زوكربيرج قد أكد أن ميتا مستعدة لاستثمار “مئات المليارات” خلال السنوات المقبلة في المواهب والبنية التحتية لتحقيق هذه الطموحات، مشيرًا إلى أن الشركة استقطبت بالفعل نخبة من المهندسين من OpenAI وآبل وشركات منافسة أخرى، بعقود متعددة السنوات تقدر بملايين الدولارات.
لكن إعادة الهيكلة هذه تأتي أيضًا في ظل ضغوط متزايدة على التكاليف. فقد كشفت المديرة المالية في ميتا سوزان لي مؤخرًا أن الإنفاق الرأسمالي المتصاعد يعود بدرجة كبيرة إلى مبادرات الذكاء الاصطناعي وتعويضات الموظفين.
وكانت الشركة قد بدأت منذ مطلع العام في تقليص آلاف الوظائف عالميًا لتخفيف النفقات وتوجيه الموارد نحو الذكاء الاصطناعي، وتشير التقارير إلى أن الجولة الجديدة من التسريحات قد تبدأ قريبا، مع توقع أن تطال موظفين في عدة فرق.