
اشتهرت قرية نجريج بمركز بسيون بمحافظة الغربية، وهي مسقط رأس اللاعب محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي، في السنوات الماضية بزراعة زهرة الياسمين بمساحات كبيرة، حتي أصبحت تساهم بنسبة كبيرة من إنتاج مصر من الزيت العطري الذي يصدر للخارج.
تحتل قرية نجريج المركز الثاني بعد قرية شبرا بلوله بمركز قطور بمحافظة الغربية التي تبعد عنها حوالي 3 كيلو تقريبا، والتي أصبحت رائدة عالمية في زراعة وإنتاج الياسمين الذي يتم استخدامه في العديد من العطور ويعتمد عليه الشركات العالمية في إنتاج عطورها، بسبب اتساع المساحة المزروعه بالياسمين و بالإضافة إلى احتوائها على مصانع استخلاص الزيوت العطرية بأعلى جودة عالمية.
وفقا لبيانات الإتحاد الدولي لمصنعي العطور، تنتج مصر سنويا 6 أطنان من عجينة الياسمين، مصدر 70% من ذلك الإنتاج يخرج من محافظة الغربية وحدها تحديدا من قري شبرابلوله بمركز قطور وقرية نجريج بمركز بسيون ينتج كل طن من العجينة على الأقل نصف طن من زيت الياسمين الخام.
يعمل في زراعة وحصاد الياسمين نحو 50 ألف عامل بشكل مباشر وغير مباشر من قرية نجريج، و توفر حقول الياسمين كل عام أكثر من 10 ملايين دولار تقريبا ” وفقا لما قاله أصحاب المصانع” بقريتي نجريج وشبرا بلوله، إذ تصدر كل انتاجهما للخارج.
يبدأ العمال المزارعين في جمع زهرة الياسمين، من الحقول في الساعات الأولى من الصباح، بعيدا عن حرارة الشمس المرتفعة، وأيضا علي قطرات الندي التي تساعدهم في جمع زهرة الياسمين،
يقول عبد الحميد سرحان، إن القرية أصبحت من أكبر القري في زراعة الياسمين وتضاهي قرية شبرابلوله التي تبعد عنها حوالي 5 كيلو تقريبا، وتوفر مصدر للرزق للعديد من الأسر، سواء في الزراعة والتقليم، او الحصاد على ايدي العاملات الماهرات، مشيراً ان حصاد المحصول الأغلى يبدأ مع بداية فصل الصيف في شهر يونيو وينتهي في شهر ديسمبر.
وأوضح أن أفضل وقت لحصاد الياسمين في الفترة الزمنية بين منتصف الليل وحتى شروق الشمس، إذ ينقل المحصول بعد تجميعه وتوريده أول بأول إلى المصانع المخصصة لذلك.
وأكد سرحان أن زراعة الياسمين أصبحت مجزية وتنتشر بمرور الوقت مع انتباه المزارعين إلى أهميته وتصديره للخارج، بجانب إنتاجية الفدان المرتفعة التي تصل إلى 5 أطنان.
ويصل عمر شجرة الياسمين، إلى 50 عاما، وبعد كل موسم حصاد يقلم المزارعين الأشجار وتقص الفروع، لتعود مرة أخرى في موسم الصيف لتنتج تلك الازهار في الربيع برائحتها الذكية، وتحمل الرحيق والزيت العطري خلال أيام الصيف والخريف.
وبعد أن يتم عملية الحصاد داخل الحقول يحمل كل مزارع كمية زهور الياسمين التي قضي ليله يحصد فيها ويتجه إلي “الجمعية ” وهي مصطلح يطلق على تاجر يجلس بجانب تلك الحقول ومعه اقفاص من الجريد جيدة التهوية و يقوم بشراء المحصول من المزارعين ويتجه به بعد ذلك إلي المصانع التي تقع عادةً بقرية شبرابلولة .
يقول محمد جابر، أحد التجار ، أنه يعمل في تلك المهنة منذ أوائل التسعينات ويقوم بجمع المحصول من العمال والمزارعين ويتم وزنه وحساب المزارع على 105 جنيه لكل كيلو من زهور الياسمين، ليتوجه به بعد ذلك للمصانع المتعاقد معها ويتم حسابه اخر الموسم على ما تم توريده من زهور الياسمين .
وأضاف التاجر قائلا ” زهرة الياسمين زهرة حساسة لو اتعرضت لدرجة حرارة عالية أو تأخير في التسليم بسبب ظروف النقل لونها بيتغير مما يدخل على عدم صلاحيتها لاستخراج منها عجينة الياسمين ويرفض المصنع استلامها ويعتبر هذا أكبر مشاكل تجار الجمعية “.
وأضاف أنه يقوم بحساب الكيلو على 105 جنيه يقسم بين الانفار أو المزارع وصاحب الأرض بحيث يكون للمزارع 65 جنيه و لصاحب الأرض 40 جنيه، مشيراً أن هذه الأسعار تكون حكر على اصاحب المصانع فقط والمزارعين ليس لهم تدخل فيها .
” المزارع بيفضل طول الليل يجمع في كيلو ونص أو اتنين كيلو عشان يروح لعياله الصبح ب 130 جنيه ودي ثمن قليل جداً على التعب والمشاقة التي يحتاجها حصاد زهرة الياسمين “.
ومن جانبه أكد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية أن المحافظة لن تدخر جهدا في دعم مزارعيها، خاصة وأن قريتي شبرابلولة ونجريج تعد قلاع زراعة الياسمين على مستوى العالم، وأن استقرار هذا النشاط الاقتصادي مسؤولية مشتركة تحرص الدولة على تحقيقها.
وأوضح الجندي أن التدخل السريع أنهى الأزمة الأخيرة بعد تثبيت سعر التوريد عند 105 جنيهات للكيلو، بحضور كبار المزارعين وأصحاب المصانع، وهو ما أعاد الطمأنينة للفلاحين وضمان استمرار حركة التوريد بشكل منتظم، مشيراً أن الفلاح هو عماد الإنتاج الزراعي، وأن الغربية ستظل داعمة دائما لكل المزارعين والقرى المنتجة والمحاصيل المتخصصة التي تعكس قوة الاقتصاد الزراعي بالمحافظة.
ومن جانبه أكد المهندس عبد السلام البغدادي وكيل وزارة الزراعة بالغربية إلى أن التنسيق المستمر بين وزارة الزراعه والمحافظة أسفر عن تثبيت سعر توريد محصول الياسمين بـ105 جنيهات للكيلو، وهو ما حقق التوازن المطلوب بين المزارعين والمصانع.
مضيفاً بأن مديرية الزراعة تتابع يوميا عملية التوريد ميدانيا وتعمل على توفير الدعم الفني والإرشادي، بجانب توفير المبيدات الزراعية اللازمة، من أجل الحفاظ على مكانة قريتي شبرابلولة ونجريج كإحدى القلاع الزراعية المتخصصة، ولضمان استدامة هذا المحصول العطري الذي يمثل قيمة اقتصادية وتصديرية مهمة لمحافظة الغربية بصفة خاصة ولمصر، بصفة عامة.