في قرار صادم هز الوسط الرياضي المصري، أعلن الاتحاد المصري لكرة السلة نقل مباراة كأس السوبر مسافة 400 كيلومتر من الإسماعيلية إلى الغردقة، مع تأجيلها لعام كامل تقريباً حتى 28 ديسمبر 2025. لأول مرة في تاريخ كرة السلة المصرية، ينتقل هذا الحدث المرموق من مدينة القناة إلى مدينة الشمس والبحر، في قرار اللحظة الأخيرة يجبر آلاف المشجعين على تغيير خطط سفرهم كلياً والتساؤل عن مستقبل التنظيم الرياضي في مصر.
القرار الثوري الذي اتخذه عمرو مصيلحي، رئيس الاتحاد المصري لكرة السلة، جاء بسبب “أسباب تنظيمية حالت دون إقامة اللقاء في موعده المحدد” بصالة هيئة قناة السويس بالإسماعيلية. أحمد محمود، مشجع أهلاوي من الإسماعيلية، يروي صدمته: “كنت قد حجزت إجازتي وخططت لحضور المباراة في مدينتي، والآن أجد نفسي مجبراً على السفر للغردقة أو فقدان الحلم نهائياً.” في الوقت ذاته، منح الاتحاد 24 ساعة إضافية لقيد اللاعبين الأجانب، مما قد يغير خريطة الفرق المتنافسة جذرياً قبل انطلاق الدوري الممتاز في 12 ديسمبر المقبل.
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا التغيير الجذري في إطار سلسلة من التحولات في التنظيم الرياضي المصري، حيث تسعى الدولة لربط الرياضة بالسياحة بشكل أكثر فعالية. د. محمد العشري، أستاذ الإدارة الرياضية، يؤكد أن “نقل الأحداث الرياضية للمدن السياحية اتجاه عالمي، لكن التنفيذ يحتاج تخطيط دقيق لضمان النجاح.” المقارنة تشبه نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من مدينة لأخرى – قرار صعب لكنه قد يحمل فوائد استراتيجية طويلة المدى إذا نُفذ بشكل صحيح.
التأثير الفوري للقرار بدا واضحاً على المشجعين والقطاع السياحي معاً، حيث تشهد الغردقة زيادة مفاجئة في حجوزات الفنادق بينما يواجه مشجعو الإسماعيلية تكاليف سفر إضافية. سارة عثمان، مديرة فندق بالغردقة، تتوقع “زيادة الإقبال السياحي بشكل كبير، فالجمع بين الرياضة والاستمتاع بالبحر الأحمر سيخلق تجربة فريدة للزوار.” من ناحية أخرى، سيقام نهائي السيدات بين الأهلي وسبورتنج في 21 ديسمبر الجاري بالقاهرة، مما يبرز التباين في استراتيجية توزيع الأحداث الرياضية جغرافياً.
قد يعجبك أيضا :
رغم التحديات اللوجستية الواضحة، يفتح هذا القرار التاريخي آفاقاً جديدة للسياحة الرياضية في مصر، مع إمكانية تحويل المدن السياحية إلى مراكز رياضية إقليمية. النجاح في تنظيم هذا الحدث قد يؤسس لنموذج جديد يجمع بين الإثارة الرياضية وجمال الطبيعة المصرية، لكن الفشل قد يضر بسمعة التنظيم الرياضي لسنوات قادمة. السؤال المحوري الآن: هل سيصبح هذا القرار بداية عصر ذهبي للسياحة الرياضية في مصر، أم مجرد مغامرة محفوفة بالمخاطر تحتاج لإعادة نظر؟
