صراحة نيوز- أطلقت وزارة الاتصال الحكومي، اليوم الاثنين، الاستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية، تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي، مؤسسة معهد الإعلام الأردني، وبالشراكة مع المعهد ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز القدرات المؤسسية والبشرية لدمج مفاهيم الدراية الإعلامية والمعلوماتية في السياسات والاستراتيجيات الوطنية، وسد الفجوات الرقمية والمعرفية، من خلال تطوير المهارات والكفاءات الرقمية، وتعزيز التفكير النقدي، والتفاعل الواعي والمسؤول مع المحتوى الرقمي ووسائل الإعلام، بما ينسجم مع الأولويات الوطنية.
وقال وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية الثانية يمثل محطة جديدة في مسيرة الأردن لتعزيز الوعي المجتمعي وتحصين الأفراد وتمكينهم من التعامل المسؤول مع المعلومات والفضاء الرقمي، مؤكدا أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية أصبحت الحل الاستراتيجي الأهم لمواجهة المعلومات المضللة والزائفة والشائعات، في ظل التطور المتسارع لأدوات الاتصال والتكنولوجيا.
وأشار المومني إلى أن الأردن حقق خلال السنوات الماضية تقدما لافتا في هذا المجال، وانتقل من مرحلة التأسيس إلى الريادة الإقليمية، ليصبح نموذجا عربيا متقدما في نشر مفاهيم الدراية الإعلامية، مؤكدا أن الاستراتيجية الجديدة أكثر عمقا وشمولا، واستفادت من التجربة السابقة، واعتمدت على منهجية علمية واضحة ومعايير اليونسكو الدولية.
وأضاف أن الأردن سيبدأ، من خلال هذه الاستراتيجية، الانتقال إلى ما يعرف بـ”السيناريو الرابع” وفق تصنيف اليونسكو، وهو مستوى الدول المتقدمة التي تصبح فيها الدراية الإعلامية والمعلوماتية جزءا أصيلا من السياسات العامة، والبرامج التعليمية، وحياة المواطنين اليومية.
وثمّن المومني الدعم المتواصل لسمو الأميرة ريم علي وجهودها في ترسيخ مفهوم الدراية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن، إضافة إلى الدعم الفني والمعرفي الذي تقدمه اليونسكو.
من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية لمعهد الإعلام الأردني، الدكتورة دانا شقم، أن الاستراتيجية جاءت استجابة لتحديات عالمية متزايدة، أبرزها انتشار المعلومات المضللة، وتعقيد بيئة الإعلام، وتأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة على إنتاج المحتوى وتداوله.
وأشارت إلى الدور المحوري الذي اضطلع به معهد الإعلام الأردني منذ عام 2013 في بناء قدرات وطنية في مجال التربية الإعلامية والرقمية، والمساهمة في إعداد الإطار الاستراتيجي الوطني الأول عام 2018، ودعم تنفيذ الخطة الوطنية الأولى، وصولا إلى إعداد الاستراتيجية الثانية بالتعاون مع وزارة الاتصال الحكومي واليونسكو.
بدورها، قالت ممثلة اليونسكو في الأردن، نهى بوازير، إن المنظمة كانت شريكا أساسيا في دعم وتعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن منذ عام 2014، انطلاقا من ثقتها بقدرة المملكة على الريادة الإقليمية، مثمنة التعاون الوثيق مع وزارة الاتصال الحكومي ومعهد الإعلام الأردني في إعداد الاستراتيجية الوطنية الثانية للأعوام 2026–2029.
وتضمن حفل الإطلاق جلسة نقاشية بعنوان “الدراية الإعلامية والمعلوماتية: الرؤية الاستراتيجية ومسارات الإدماج”، ناقشت أبرز التحديات والفرص لتعزيز هذا المجال في الأردن، والتوجهات العالمية، واستدامة الدراية الإعلامية من خلال المناهج التعليمية، وآفاق تطويرها على المستوى الوطني
