في تطور مثير يحبس أنفاس الملايين، تدق ساعة الحقيقة لمنتخب مصر بعد 15 سنة من الانتظار المؤلم لاستعادة التاج الأفريقي، بينما تتسارع عمليات البحث المحمومة عن القنوات المجانية التي ستنقل مباراة الفراعنة الأولى أمام زيمبابوي. أقل من 48 ساعة تفصلنا عن لحظة مصيرية في أغادير المغربية، حيث إما استعادة الكرامة الكروية أو فصل جديد من قصة الإحباط التي طال أمدها.
أحمد، موظف مصري من القاهرة، يعبر عن قلق الآلاف: “منذ أسابيع وأنا أبحث عن طريقة لمشاهدة المباريات دون دفع مبالغ خيالية، راتبي بالكاد يكفي احتياجات البيت”. هذا المشهد يتكرر في ملايين البيوت المصرية التي تتطلع بلهفة إلى لحظة انطلاق الفراعنة في الساعة العاشرة مساءً يوم 22 ديسمبر بملعب أدرار. الحل المنتظر جاء من الجزائر الشقيقة التي حصلت على حقوق بث 15 مباراة مجاناً، بما في ذلك لقاءات المنتخبات العربية.
قد يعجبك أيضا :
يعود تاريخ آخر انتصار قاري لمصر إلى عام 2010 في أنجولا، عندما كانت الفرحة تغمر الشوارع المصرية في مشاهد لا تُنسى. منذ ذلك التاريخ والجماهير تعيش على وهج الذكريات، بينما تراجع الأداء الفني والإداري للكرة المصرية أمام صعود نجوم أفريقية جديدة. المفارقة المؤلمة أن مصر التي حكمت القارة السمراء بـ 7 ألقاب قارية، تجد نفسها اليوم تصارع لإثبات وجودها أمام منتخبات كانت تعتبرها “فريسة سهلة” في الماضي.
فاطمة، أم لثلاثة أطفال من الإسكندرية، تحكي بعيون دامعة: “أريد أطفالي أن يشعروا بالفخر الذي عشته في طفولتي، عندما كان اسم مصر يرعب الخصوم”. هذا الحنين المؤلم يملأ قلوب ملايين المصريين الذين سيتوقفون عن جميع أنشطتهم الحياتية لمدة 90 دقيقة، في مشهد يذكر بطقوس دينية مقدسة. الخبراء يحذرون من ضغوط التوقعات الجماهيرية المفرطة التي قد تؤثر سلباً على أداء اللاعبين، بينما يؤكدون أن هذه البطولة تمثل آخر فرصة حقيقية لجيل كامل من المشجعين.
قد يعجبك أيضا :
بينما تستعد مصر لخوض غمار مجموعة تضم زيمبابوي وجنوب أفريقيا وأنجولا، تتزايد التساؤلات حول قدرة الفراعنة على استعادة الهيبة المفقودة. التلفزيون الجزائري الذي سينقل المباراة مجاناً يمنح الملايين فرصة ذهبية لمشاهدة أحلامهم دون عبء مالي إضافي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون أغادير بداية عصر ذهبي جديد أم فصلاً آخر في قصة الانتظار المؤلم التي دخلت عامها الخامس عشر؟
