في لفتة إنسانية نبيلة، فاجأ اللواء محمد الخولي، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن بني سويف، الضباط والأفراد خلال زيارته لمركز شرطة ببا جنوب المحافظة، بعدما تكفل بسداد المبالغ المستحقة على ثلاثة سجناء غارمين محبوسين على ذمة قضايا ديون، ليمنحهم فرصة جديدة للعودة إلى أسرهم وبدء حياة مختلفة بعيدًا عن المعاناة من جيبه الخاص ليكون نموذجا للضباط الذين يراسهم.
وكشف مصدر أمنى أن مدير البحث الجنائى رفض التعليق على الواقعة لوسائل الإعلام، قائلا: «أنا عامله لله ومش عايز حد يعرف خالص».
وقام اللواء الخولي خلال جولته بتسديد المبالغ المالية من ماله الخاص، ووجّه رئيس مباحث ببا بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للإفراج عن السجناء الثلاثة، مؤكدًا أن الدور الإنساني لا يقل أهمية عن الدور الأمني، وأن الشرطة المصرية تسعى دومًا إلى أن تكون سندًا للمواطنين خاصة في الأزمات.
الواقعة لاقت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد السوشيال ميديا الخبر وأشادوا بموقف مدير البحث الجنائي، معتبرين أن ما فعله رسالة إنسانية تعكس الوجه الحقيقي لرجال الشرطة.
قال الدكتور يوسف مصطفى عبر صفحته: «ما قام به اللواء الخولي يؤكد أن هناك وزارة بها ضباط على خلق رفيع، وهذه ليست المرة الأولى، فقد اعتاد أن يقدم المواقف الإنسانية النبيلة منذ أن كان رئيسًا لمباحث ناصر وعدد من مراكز بني سويف».
كما عبّرت الموظفة شيماء رجب عن تقديرها لما حدث، قائلة: «ما فعله اللواء الخولي أعاد الأمل في أن هناك قيادات شرطية تهتم بالجانب الإنساني مثلما تهتم بحماية أمن الناس، وهو ما ينعكس على ثقة المجتمع في جهاز الشرطة».
وقال الدكتور على بدر، عضو مجلس النواب عن محافظة بنى سويف أن هذا الموقف ياتى استكمالًا لعدد من المبادرات التي شهدتها مديرية أمن بني سويف مؤخرًا لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، والتي تتماشى مع التوجه العام للدولة في رعاية الغارمين والغارمات وتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المصرية من جانب مدير البحث الجنائي.
واللافت أن العديد من الصفحات المحلية أعادت نشر صور وتعليقات عن المبادرة، وسط إشادة بدور رجال الشرطة في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والتأكيد على أن الأمن رسالة تتجاوز مكافحة الجريمة إلى حماية الكرامة الإنسانية وان مدير البحث الجنائى قام بسداد الغارمات من جيبه الخاص.