
“مشرفة قسم التفصيل رفضت تديني إجازة، أو إذن رغم أنها شافت بنتي المريضة على إيدي، والأمن رفض خروجى من البوابة، لأن ممنوع خروج أي عامل قبل موعد انصراف الوردية إلا بإذن أو تصريح خروج، وقعدت 3 ساعات أتوسل لها، فقالتلى خلي البنت في الحضانة، واشتغلي علشان ما تاخديش جِزا، ويدوب خرجت من الشركة والبنت ماتت”.. تلك كلمات أم عاملة فى مصنع ملابس تبكي فقدان صغيرتها، التى كانت تصارع المرض على يديها دون أن تشعر مديرتها بأى شفقة، أو رحمة تجاه مولودة لا يتعدى عمرها بضعة أشهر.
الواقعة التى حدثت قبل أيام فى أحد مصانع النسيج، والمفروشات بالمنطقة الصناعية فى محافظة الإسكندرية، تعكس خللاً خطيرًا فى علاقات العمل، التى غالبًا ما تحكمها الأهواء الشخصية أكثر من القوانين، فهذه المشرفة التى رفضت خروج الأم بطفلتها التى تنازع الموت فى لحظاتها الأخيرة، لم يمنعها قانون، أو نظام عمل من استخدام حقها فى السماح لأم ملتاعة، وملهوفة على طفلتها بالخروج للبحث عن علاج عاجل، وإنقاذها.
تقول الأم فى المحضر الذى حررته: إن ابنتها تعرضت لوعكة صحية خطيرة استدعت دخول المستشفى، وتبين إصابتها بميكروب شديد في المعدة.
وعليه فقد حاولت الاتصال بإدارة الشركة للحصول على إجازة لمتابعة علاج طفلتها، لكن دون جدوى، خاصة أنها لم تكمل سوى عام واحد في العمل بالشركة، وأنها ذهبت لمقر الشركة صباح الخميس، بعدما تغيبت اليوم السابق لمرافقة ابنتها، خشية توقيع خصم مالى يصل إلى 2000 جنيه بدل غلاء المعيشة الذي تتحكم فيه إدارة الشركة، وتمنعه عمن يغيب ليومين دون إذن.
الواقعة الحزينة أثارت حالة من الغضب بين العاملين داخل الشركة التى دأبت إدارتها على تأخير صرف الأجور بشكل متكرر، وهو ما دفعهم إلى التجمهر اعتراضًا على المعاملة اللا إنسانية التى يعاملون بها.
مديرية العمل بمحافظة الإسكندرية أكدت أنها ستحقق فى الواقعة، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والتحقق من كافة المعلومات بعد فقدان العاملة لطفلتها الرضيعة ابنة الثلاثة أشهر، والتي توفيت على ذراعها، وقالت المديرية إنه سيتم عقد اجتماع تشارك فيه جميع الأطراف المعنية، لبحث مطالب العمال طبقًا للقانون.