أخرهم خافيير بارديم.. الكوفية الفلسطينية تاريخ من التضامن ودعم القضية على السجادة الحمراء

أخرهم خافيير بارديم.. الكوفية الفلسطينية تاريخ من التضامن ودعم القضية على السجادة الحمراء

خلال حفل الدورة الـ77 لتوزيع جوائز الإيمي، لفت الممثل الإسباني الشهير خافيير بارديم الأنظار بارتدائه الكوفية الفلسطينية على السجادة الحمراء، في خطوة رمزية قوية للتعبير عن دعمه للقضية الفلسطينية، ولم يكتفِ بارديم بهذا الظهور، لكنه نشر عبر حسابه على إنستجرام صورًا وفيديوهات من الحفل، أرفقها بتعليقات مباشرة طالب فيها بفرض عقوبات على إسرائيل وقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية معها.

وكتب بارديم في منشوره: «يجب معاقبة الدولة التي ترتكب إبادة جماعية.. الحرية لفلسطين»، كما عبر عن فخره بإسبانيا لدفاعها عن القيم الإنسانية كالنزاهة والتعاطف والتضامن مع الضحايا الفلسطينيين، بالرغم أن بارديم لم يفز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في مسلسل «Monsters: The Lyle & Erik Menendez Story»، إلا أن موقفه هذا أحدث صدى واسعًا وتفاعلًا كبيرًا.

تضامن الفنانين مع القضية الفلسطينية على السجادة الحمراء

لم يكن خافيير بارديم الوحيد الذي ارتدى الكوفية الفلسطينية على السجادة الحمراء هذا العام، فقد سبقه العديد من الفنانين في التعبير عن تضامنهم بطرق مشابهة:

فقد سبق للفنان الفرنسي من أصل جزائري سفيان زرماني، المعروف بلقب فيانسو، ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال مشاركته في مهرجان كان السينمائي الدولي في أيار/مايو 2025، حيث ظهر على السجادة الحمراء لفيلم “القيمة العاطفية” (Sentimental Value)، واضعاً الكوفية على كتفه الأيسر كرسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني.
كما ظهرت أيضا الممثلة اللبنانية باميلا الكيك بفستان الكوفية الفلسطينية في حفل بياف بالعاصمة اللبنانية، بيروت.

هذه المواقف من المشاهير تؤكد على أن القضية الفلسطينية أصبحت جزءًا من الحوار الثقافي العالمي، وأن الكثير من النجوم يستخدمون نفوذهم لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية والسياسية، مما يعزز من وعي الجمهور العالمي ويدفع نحو مزيد من الدعم للقضية.

الفنان الفرنسي من أصل جزائري سفيان زرماني يرتدي الكوفية الفلسطينية
الممثلة اللبنانية باميلا الكيك في حفل “بياف”

تأتي مشاركة الفنانين في التعبيرعن تضامنهم مع القضية الفلسطينية لتؤكد على أن الفن ليس منفصلاً عن الواقع،فهو جزء منه وقد شهدت العديد من المهرجانات السينمائية العالمية، مثل حفل جوائز إيمي ومهرجان كان، حضوراً قوياً لهذه القضية، حيث استخدم المشاهير شهرتهم للتوعية بما يحدث في غزة والمطالبة بوقف العدوان.

الممثل الإسباني خافيير بارديم يرتدي الكوفية الفلسطنية في حفل إيمي

رمزية الكوفية الفلسطينية

الكوفية الفلسطينية ليست مجرد قطعة قماش، فهي رمز ثقافي ووطني يحمل معاني عميقة مرتبطة بتاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله فالنقوش الموجودة عليها ليست عشوائية، فكل رمز يحمل دلالة معينة:

شبكة الصيد ترمز إلى البحر المتوسط، وإلى حياة الفلسطينيين المرتبطة بالبحر، وإلى الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، وإلى ارتباط الشعب الفلسطيني بالأرض.

أوراق الزيتون ترمز إلى الصمود والثبات والجذور المتأصلة في الأرض شجرة الزيتون ليست مجرد مصدر رزق للفلسطينيين، فهي جزء من تراثهم ورمز للهوية والبقاء.

الكوفية الفلسطينية

خطوط التجارة تمثل الخطوط العريضة في أطراف الكوفية طرق التجارة التي كانت تربط فلسطين بالعالم، وتدل على أهمية فلسطين التاريخية كمركز تجاري.

اللونان الأبيض والأسود يرمزان إلى التعايش بين السلام والأمل (الأبيض) والصمود والمقاومة في وجه الاحتلال (الأسود).

تحولت الكوفية من غطاء رأس تقليدي للفلاحين في الريف الفلسطيني إلى رمز للمقاومة الوطنية خلال الثورة الفلسطينية الكبرى في ثلاثينيات القرن العشرين، وقد فرضت قيادة الثورة على الشباب ارتداءها كعلامة تضامن مع الثوار، وللصعوبة على القوات البريطانية في التمييز بين الفدائيين وغيرهم.

بعد عام 1967، ومع منع الاحتلال الإسرائيلي لرفع العلم الفلسطيني، أصبحت الكوفية رمزًا أساسيًا وقويًا للتعبير عن الهوية الوطنية، وخاصة مع بروز شخصيات مثل ياسر عرفات الذي جعلها جزءًا لا يتجزأ من هويته.

تجاوزت الكوفية حدود فلسطين لتصبح رمزًا عالميًا للتضامن مع القضية الفلسطينية، ويرتديها النشطاء حول العالم كشعار للمقاومة ضد الظلم.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *