في تطور صادم يعكس عمق الأزمة الاقتصادية اليمنية، سجل سعر جرام الذهب عيار 21 فجوة كارثية تزيد عن 200% بين عدن وصنعاء، حيث يباع الجرام الواحد بـ 201,900 ريال في عدن مقابل 65,000 ريال فقط في صنعاء. هذا التباين الجنوني يحير الخبراء ويطرح تساؤلات مرعبة حول مستقبل الاقتصاد اليمني المنهار.
فاطمة الحضرمية، ربة بيت تبلغ من العمر 45 عاماً، تقف أمام واجهة محل الصاغة في عدن وعيناها تفيضان بالدموع: “كنت أحلم بشراء طقم ذهب لابنتي المخطوبة، لكن ما كان يكفي لشراء جرام واحد بات يحتاج راتب زوجي لثلاثة أشهر.” الأرقام تحكي قصة مأساوية، حيث يحتاج المواطن اليمني في عدن إلى دفع مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لعام كامل لشراء جنيه ذهب واحد بسعر 1,551,300 ريال.
قد يعجبك أيضا :
الدكتور محمد الاقتصادي، خبير أسواق المال، يوضح الخلفية المرعبة لهذا التباين: “ما نشهده ليس مجرد فروق أسعار طبيعية، بل انعكاس مباشر لانقسام البلد سياسياً واقتصادياً.” منذ بداية الحرب عام 2014، تحولت اليمن إلى دولتين اقتصادياً، تستخدم كل منهما عملة مختلفة القيمة، مما خلق هذه الفجوة الكارثية التي تذكرنا بأزمة فايمار في ألمانيا عندما انهارت العملة تماماً.
أحمد التاجر، صائغ من عدن يبلغ 38 عاماً، يكافح يومياً مع تقلبات السوق المدمرة: “أصبحت أعيد حساب الأسعار كل ساعة، والعملاء يصابون بصدمة حقيقية عند سماع الأسعار.” التأثير لا يقتصر على التجار فحسب، بل يمتد لملايين اليمنيين الذين فقدوا قدرتهم على الادخار أو حماية أموالهم من التضخم المدمر. سالم المواطن، الذي يتابع الأسعار يومياً، يتذكر بحسرة: “قبل خمس سنوات كنت أشتري جراماً بـ 30 ألف ريال، اليوم بت أحتاج سبعة أضعاف هذا المبلغ.”
قد يعجبك أيضا :
مع استمرار ارتفاع سعر الذهب عالمياً إلى 4,298 دولار للأوقية، والتحذيرات من مزيد من التدهور في الاقتصاد اليمني، يبقى السؤال المحوري: هل سيجد اليمنيون طريقة للخروج من هذه الأزمة الخانقة، أم أن البلد يتجه نحو انهيار اقتصادي كامل لا رجعة فيه؟