close

«بورسعيد السينمائى» يُسدل الستار على دورته الأولى

«بورسعيد السينمائى» يُسدل الستار على دورته الأولى

أسدل مهرجان بورسعيد السينمائى الدولى الستار على دورته الأولى، التى أُقيمت فى الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر الجارى، برئاسة الناقد أحمد عسر، وبرئاسة شرفية للمنتج هشام سليمان، وتحت رعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، واللواء أركان حرب محب حبشى محافظ بورسعيد.

شهدت الدورة الأولى فعاليات متنوعة، إذ قدّمت حفل الافتتاح الإعلامية جاسمين طه زكى، وأخرجه أحمد يسرى، فيما صمّم مهندس الديكور إسلام جمال ديكور الحفل ونفّذه، بحضور رئيس المهرجان الناقد أحمد عسر، والرئيس الشرفى المنتج هشام سليمان، والمخرج خالد جلال مستشار وزير الثقافة للإنتاج الثقافى، والفنانة التونسية درة، وعبد السلام الألفى رئيس جمعية بورسعيد للفنون المسرحية والثقافية (المقيم الإقليمى للمهرجان)، والسفير محمد بن يوسف سفير دولة تونس بالقاهرة، إلى جانب عدد من النجوم منهم محمد لطفى، عمرو عبد الجليل، أيمن الشيوى، هانى لاشين، شريف مندور، عبد الرحيم حسن، الناقد الفنى الدكتور وليد سيف، الكاتب والسيناريست عمرو محمود ياسين، محمد على رزق، المطرب أمير صلاح الدين، أحمد الرافعى، ومنى هلا.

الفنان محمود ياسين

تم خلال الحفل تكريم الفنانة التونسية درة التى أهدت تكريمها إلى الشعب الفلسطينى، بمناسبة اختيار تونس ضيف شرف المهرجان لهذا العام، وقالت: «يسعدنى ويشرفنى أن أُكرَّم فى الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائى، خصوصًا أن الدورة تحمل اسم الفنان الكبير محمود ياسين، وأحب أن أهدى التكريم لصمود ونضال الشعب الفلسطينى».

وألقى السفير محمد بن يوسف كلمة أكد فيها أن هذا التكريم على أرض مصر، رائدة السينما فى الوطن العربى، يعزز قوة العلاقة والثقافة المشتركة بين تونس ومصر.

الفنانة التونسية درة

كما كُرِّم اسم الفنان القدير محمود ياسين، ابن مدينة بورسعيد، التى حملت الدورة اسمه، وتسلم التكريم نجله السيناريست عمرو محمود ياسين، الذى أعرب عن فخره، وقال: «سعيد وأشعر بالفخر بتسلم هذا التكريم، وأشكر كل القائمين على المهرجان. بورسعيد تستحق هذا الاحتفال لأنها مدينة مناضلة ووقفت أمام الاستعمار فى عصور سابقة، وده يذكرنا بما يحدث فى غزة وتحيتها لهذا الشعب المناضل. تحيا السينما وبورسعيد وغزة وتحيا مصر».

أقيمت فى اليوم الأول ندوة لتكريم الفنان الراحل محمود ياسين، أدارتها الكاتبة الصحفية هبة محمد على. وأشاد عمرو محمود ياسين بمشوار والده الذى قدم ما يقرب من عشرة أفلام سنويًا، متمنيًا أن يحذو الفنانون حذوه فى الإنتاج الغزير والالتزام بالفن، كما تحدث عن المنافسة الإيجابية بين نجوم جيله، واستعاد ذكريات مسرحية «بداية ونهاية» التى وجّهت إيراداتها لتسديد ديون مصر، واصفًا تلك الروح بالنادرة اليوم.

سامح الصريطى ومحمد لطفى خلال إحدى الفعاليات

وفى مداخلة، وصف الباحث محمد شوقى الفنان الراحل بـ«الابن البار لبورسعيد الباسلة»، مشيدًا بموهبته الكبيرة وحبّه المتبادل مع أبناء المدينة، ومؤكدًا أنه تعاون مع مخرجين من أجيال مختلفة وأسهم فى نجومية فنانين كبار، واستعرض علاقته العميقة بالمسرح، مستشهدًا بقول الفنانة سميحة أيوب: «من لم يشاهد محمود ياسين على المسرح لم يعرفه جيدًا».

وفى تقدير لمسيرة فنية استثنائية، كرّم المهرجان خبير المكياج السينمائى العالمى الدكتور محمد عشوب، تقديرًا لمساهماته فى إثراء فن المكياج محليًا ودوليًا، إذ شارك فى أكثر من ٢٥٠ عملًا وتعاون مع أبرز المخرجين والنجوم، وكان الماكير الخاص لعدد من الرؤساء والملوك والزعماء العرب.

كما كُرِّم مهندس الديكور ومصمم الملابس عباس صابر، الذى تتلمذ على يد المخرج يوسف شاهين منذ فيلم «الأرض»، ليصبح من أبرز مهندسى الديكور ومصممى الملابس فى السينما المصرية.

وقدّم المهرجان ورشتين مجانيتين فى التمثيل وكتابة السيناريو ضمن فعالياته، أشرف على ورشة التمثيل أحمد تمام، أول «كاستينج دايركتور» معتمد رسميًا فى مصر والعالم العربى، بمشاركة مدربين من «ستوديو تركواز» المتخصص فى تدريب الممثلين، منهم أحمد خيرى، حاتم رضا، عمرو علاء، وأحمد شريف.

وتطرّق أحمد خيرى، خلال الورشة الأولى فى التمثيل، إلى «تكنيك الكاميرا» فى الأداء التمثيلى، موضحًا توظيف حركة الكاميرا وزوايا التصوير والتكوين لتعزيز الأداء ونقل مشاعر وأفكار الشخصية إلى الجمهور، كما تناول أدوات الممثل. وأعرب خيرى عن سعادته بتفاوت أعمار المشاركين، معتبرًا أن ذلك يخلق حالة من التجانس تُثمر عن تجربة إبداعية خلال أداء مشاهد الأعمال الفنية، مؤكدًا أن بورسعيد مليئة بالمواهب المميزة، وأنه يثق فى ظهور مفاجآت بين المشاركين خلال اختبار الأداء فى اليوم الأخير للورشة، مع ترشيح العديد منهم للمشاركة فى أعمال فنية خلال الفترة المقبلة.

وفى السياق نفسه، قدّم السيناريست هانى فوزى ورشة سيناريو متخصصة، يُعدّ من خلالها أحد أبرز كتّاب السينما المصرية المعاصرة، حيث تتناول الورشة على مدى ثلاثة أيام متتالية أسس البناء الدرامى وكتابة السيناريو للأفلام والمسلسلات وأشكال السرد غير التقليدية. وأعرب فوزى عن سعادته بالإقبال الكبير من أبناء بورسعيد، مشيرًا إلى اختيار ٤٧ مشاركًا، موضحًا أن اليوم الأول تناول كتابة البناء التقليدى مع تقديم نماذج من الأفلام، لافتًا إلى أن الورشة ستلخّص خبرات أكثر من ١٥ ورشة تدريبية فى ثلاث جلسات فقط.

كما أُقيمت على هامش فعاليات المهرجان ندوة بعنوان «الحياة بعيون سينمائية» للمنتج هشام سليمان، الرئيس الشرفى للمهرجان، بحضور الفنان سامح الصريطى، والفنان محمد لطفى، والفنان عبد الرحيم حسن، والناقدة والكاتبة الصحفية فايزة هنداوى التى أدارت الندوة.

بدأ هشام سليمان كلمته بالتعليق على عرض الفيلم القصير «روح» الذى سبق انطلاق الندوة، موضحًا أن عنوان الندوة يعكس جوهر الحياة اليومية، إذ نعيش جميعًا حياة سينمائية مليئة بالإخراج والتمثيل والمشاهد الموازية. وتفاعل مع الجمهور بسؤال عن حياتهم اليومية ليثبت أن حياتنا ذات طابع سينمائى، ثم طرح السؤال نفسه على برنامج للذكاء الاصطناعى ليُجرى حوارًا مباشرًا أمام الحضور، مبينًا أن اليوم سيأتى حيث تستغنى تقنيات الذكاء الاصطناعى عن الإنسان وتستبدل كثيرًا من الأعمال.

وخلال الحوار، تساءلت فايزة هنداوى عن إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعى مكان الإنسان، خاصة أن سليمان سبق أن قدّم رؤية كاملة لفيلم باستخدام هذه التقنية. فأجاب بأن «من الذكاء البشرى أن نستوعب ونتعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعى بشكل إيجابى، وأن مواجهة أى مخاطر أو سلبيات تبدأ من درجة وعينا نحن».

وأضاف سليمان: «إن التطور الطبيعى – كما يحدث خارج مصر – هو أن يأخذ الذكاء الاصطناعى صوتك وصورتك لينتج أفلامًا كاملة باستخدام هذه التقنيات. والقادم هو التنازل عن الشكل والصوت بمقابل مالى حتى يتم استخدامهما بالذكاء الاصطناعى. ومع ذلك ما زلت أراهن على العقل البشري؛ فنحن لن نقارن بالذكاء الاصطناعى ولن يسيطر علينا طالما نحن أقوى بالعلم والقراءة والموهبة والاجتهاد. أرى عباقرة فى الحسابات والرياضيات من الأطفال والكبار يتجاوزون قدرات الروبوتات. وأريد أن أطمئن الجميع أننا سنظل أقوياء طالما نمتلك وعيًا بإيجابيات وسلبيات أى تقنية حديثة قد تظهر».

وأُقيمت ندوة بعنوان «بورسعيد والسياحة» أدارها الناقد أحمد سعد الدين، بمشاركة الخبير السياحى الدكتور عاطف عبد اللطيف، رئيس جمعية «مسافرون»، والمنتج هشام سليمان. وخلالها أكد عبد اللطيف أن بورسعيد مدينة حضارية جميلة، تُعد ثالث مدينة مصرية يدخلها الفن والثقافة، وتستحق أن تكون وجهة سياحية عالمية نظرًا لموقعها الجغرافى المتميز وأهميتها الاستراتيجية.

وأشار عبد اللطيف إلى إمكانية الترويج لبورسعيد عبر عدة وسائل، منها الرحلات السريعة وسياحة اليخوت التى يمكن ربطها بالعالم الخارجى، خاصة القارة الآسيوية، من خلال الترويج لفكرة الانتقال السريع بين قارتى إفريقيا وآسيا عبر بورسعيد. كما لفت إلى أن المأكولات البورسعيدية الشهيرة تُعد من عناصر الجذب المهمة التى يمكن استثمارها سياحيًا، موضحًا أن الربط بين السينما ومدينة بورسعيد سيسهم بشكل كبير فى الترويج لها كوجهة سياحية مميزة، مشيرًا إلى إمكانية إنتاج أفلام أو أعمال درامية تُصوَّر فى أبرز معالم المدينة.

من جانبه، شدد هشام سليمان على ضرورة تقديم أعمال فنية تُبرز التاريخ البطولى للمدينة الباسلة، موضحًا أن بورسعيد تزخر بالقصص التاريخية الملهمة التى يمكن تحويلها إلى أعمال درامية أو سينمائية، وأثنى على جهود المسؤولين فى دعم الأنشطة الفنية المتنوعة داخل المدينة.

كما اقترح المخرج أحمد رشوان إطلاق مسابقة لأفضل سيناريو عن بورسعيد، تحت إشراف إدارة مهرجان بورسعيد السينمائى، لتشجيع الكُتاب والمبدعين على تناول المدينة فنيًا.

بدوره، اقترح الناقد محمد قناوى تقديم عمل سينمائى يجمع بين بورسعيد وأوروبا فى إطار من الأكشن والمطاردات، يُبرز من خلاله البُعد الجغرافى والثقافى للمدينة ويربطها بقارتى أوروبا وآسيا.

وفى ختام الندوة، كرم أحمد عسر الدكتور عاطف عبد اللطيف تقديرًا لإسهاماته فى مجالى السياحة والفن.

وضمت مسابقات المهرجان: مسابقة الأفلام الطويلة بمشاركة 9 أفلام، مسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية بمشاركة 44 فيلمًا، مسابقة أفلام الطلبة بمشاركة 23 فيلمًا، إضافة إلى مشاركة فيلمين فى قسم البانوراما التونسية، إلى جانب العروض والندوات، وثلاث ورش تفاعلية أُقيمت على هامش فعاليات المهرجان.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *