
أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO)، تقريرها العالمي الثاني حول ارتفاع ضغط الدم، والذي أظهر أنه خلال عام 2024، عانى 1.4 مليار شخص حول العالم من ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، فإن أكثر من واحد من كل خمسة أشخاص فقط يسيطرون على حالتهم إما من خلال الأدوية أو معالجة المخاطر الصحية القابلة للتعديل.
ويُسلط التقرير الصادر عن المنظمة، الضوء على فجوات كبيرة في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وتشخيصه وعلاجه والرعاية طويلة الأمد، إذ تشمل العوائق الرئيسية ضعف سياسات تعزيز الصحة (بشأن عوامل الخطر مثل الكحول وتعاطي التبغ والخمول البدني والملح والدهون المتحولة)، ومحدودية الوصول إلى أجهزة قياس ضغط الدم المعتمدة، ونقص بروتوكولات العلاج الموحدة وفرق الرعاية الصحية الأولية المدربة، وسلاسل التوريد غير الموثوقة والأدوية باهظة الثمن، وعدم كفاية الحماية المالية للمرضى، وعدم كفاية أنظمة المعلومات لرصد الاتجاهات.
ويُظهر تحليل بيانات من 195 دولة ومنطقة، أن 99 منه قادرين على السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بنسبة أقل من 20%، إذ يعيش غالبية المصابين في دول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تواجه النظم الصحية قيودًا على الموارد.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «في كل ساعة، يُفقد أكثر من 1000 شخص حياتهم بسبب السكتات الدماغية والنوبات القلبية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم، ومعظم هذه الوفيات يمكن الوقاية منها»، موضحًا أن البلدان تمتلك الأدوات اللازمة لتغيير هذا الوضع، فمن خلال الإرادة السياسية والاستثمار المستمر والإصلاحات اللازمة لدمج مكافحة ارتفاع ضغط الدم في الخدمات الصحية، يُمكن إنقاذ ملايين الأشخاص وضمان التغطية الصحية الشاملة للجميع.
وكشف الدكتور كيلي هينينج، مدير برنامج الصحة العامة في مؤسسة «بلومبرج» الخيرية، أن ارتفاع ضغط الدم غير المُتحكّم فيه يُدي بحياة أكثر من 10 ملايين شخص سنويًا، على الرغم من إمكانية الوقاية منه وعلاجه، مُضيفًا أن الدول التي تُدمج رعاية ارتفاع ضغط الدم ضمن التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية تُحرز تقدمًا ملموسًا، إلا أن العديد من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل لا تزال مُهمَلة».
يُذكر أن ارتفاع ضغط الدم يُعد سببًا رئيسيًا للنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى المزمنة والخرف، وعلى الرغم من أنه يُمكن الوقاية منه وعلاجه، إلا أنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيستمر ملايين الأشخاص في الوفاة المبكرة، وستواجه البلدان خسائر اقتصادية متزايدة، إذ أنه من المتوقع أن تُكلّف أمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها ارتفاع ضغط الدم، البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، بين عامي 2011 و2025، ما يقارب 3.7 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 2% من ناتجها المحلي الإجمالي مجتمعةً.