في تطور تاريخي يشع أملاً عبر المنطقة العربية، يجتمع اليوم في قلب عمان كبار صناع القرار من أكثر من 10 دول عربية لوضع خارطة طريق حاسمة لإنقاذ ملايين المواطنين من دوامة الفقر والحرمان. للمرة الأولى منذ عقود، تتوحد الجهود العربية تحت مظلة واحدة في معركة حقيقية ضد أكبر تحديات العصر، بينما يدق ناقوس الخطر: 14 عاماً فقط تفصلنا عن 2030، فهل سيصبح حلم القضاء على الفقر العربي حقيقة أم سيظل مجرد شعارات؟
في قاعة مؤتمرات فخمة تشهد زخماً استثنائياً، تقود الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، تحالفاً عربياً ضخماً يضم عشرات الوزراء والخبراء في المؤتمر العربي-الدولي رفيع المستوى. “نحن لا نتحدث عن أرقام، بل عن أرواح وأحلام وأسر تنتظر منا قرارات حاسمة“، تؤكد مرسي وسط تصفيق حماسي من الحضور. أمجد، عامل أردني في الثلاثينات فقد عمله مؤخراً، يتابع الأخبار بقلق وأمل: “نحن بحاجة لشبكة أمان حقيقية تحمينا من المآسي اليومية“.
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا التجمع التاريخي في أعقاب سلسلة من القمم والمؤتمرات الحاسمة، من قمة الدوحة إلى مؤتمر تونس، في إشارة واضحة لحالة الطوارئ الاجتماعية التي تعيشها المنطقة. الأزمات الاقتصادية المتتالية وتداعيات الصراعات الإقليمية جعلت التدخل العاجل ضرورة حتمية لا تحتمل التأجيل. “هذا المؤتمر قد يكون نقطة التحول التاريخية في العمل الاجتماعي العربي“، يؤكد الدكتور سمير العربي، خبير التنمية الاجتماعية، مشيراً إلى أن التحديات الراهنة تشبه العاصفة الرملية التي تحتاج لجهد جماعي منسق لمواجهتها.
من العامل البسيط في شوارع القاهرة إلى الأسرة المكافحة في مخيمات اللاجئين، الجميع ينتظر ترجمة هذه القرارات إلى واقع ملموس يلمسونه في حياتهم اليومية. فاطمة، امرأة مصرية استفادت من برامج الحماية الاجتماعية وأنشأت مشروعها الصغير، تمثل قصة نجاح يأمل المؤتمر في تكرارها ملايين المرات. المؤتمر يسعى لتأمين شبكات أمان اجتماعي أقوى، وفرص عمل أكثر، وحماية أفضل للفئات الأولى بالرعاية، مع تأكيد خاص على دعم أشقائنا في فلسطين الحبيبة الذين يواجهون أقسى الظروف.
قد يعجبك أيضا :
مؤتمر عمان ليس مجرد حدث دبلوماسي، بل محطة فاصلة في تاريخ النضال العربي ضد الفقر والظلم الاجتماعي. بتوجيهات من الرئيس السيسي، تقود مصر جهوداً حثيثة لتحويل رؤية 2030 من حلم إلى حقيقة ملموسة. الأشهر القادمة ستكشف إما عن ولادة نهضة اجتماعية عربية حقيقية، أو عن استمرار دوامة التحديات المعقدة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيتذكر التاريخ مؤتمر عمان 2024 كبداية النهضة الاجتماعية العربية، أم كمجرد محطة أخرى في رحلة الآمال المؤجلة؟
