close

من الاستقلال إلى المشروع الوطني.. قراءة في فكر عبد الناصر بعد أكثر من نصف قرن على رحيله

من الاستقلال إلى المشروع الوطني.. قراءة في فكر عبد الناصر بعد أكثر من نصف قرن على رحيله

بعد مرور أكثر من نصف قرن على رحيل جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، فلا يزال اسمه وفكره حاضرين بقوة في وجدان المصريين والعرب، باعتباره أحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ المنطقة، فلم يكن عبد الناصر مجرد رئيس للجمهورية، بل كان رمزًا لمشروع وطني شامل ارتبط بمفاهيم التحرر والاستقلال وبناء الدولة الحديثة.

ونستعرض في هذا التقرير، محطات في حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وذلك بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والخمسين لرحيله، حيث توفي في 28 سبتمبر 1970.

قاد عبد الناصر ثورة 23 يوليو 1952 التي وضعت حدًا لعصر الملكية والاستعمار، وأعادت صياغة العلاقة بين الشعب والدولة. فقد تبنى نهجًا واضحًا يقوم على التخلص من النفوذ الأجنبي، وهو ما تجسد بوضوح في تأميم قناة السويس عام 1956، الحدث الذي أعطى لمصر مكانتها الإقليمية والدولية، ورسخ لسياسة الاستقلال الوطني في مواجهة القوى الكبرى.

لم يتوقف فكر عبد الناصر عند حدود التحرر السياسي، بل امتد ليشمل العدالة الاجتماعية كأحد أعمدة مشروعه الوطني. فقد أطلق الإصلاح الزراعي لتوزيع الأراضي على الفلاحين، ورسّخ مجانية التعليم في مختلف المراحل، ووسع من قاعدة الطبقة الوسطى عبر التوظيف الحكومي ومشروعات التصنيع، وكانت هذه السياسات تهدف إلى بناء مجتمع أكثر مساواة، رغم ما واجهته من تحديات اقتصادية وإدارية.

على المستوى العربي، ارتبط اسم عبد الناصر بمشروع الوحدة العربية، حيث كان يرى أن قوة العرب في وحدتهم، فسعى لتقوية الروابط بين الدول العربية ودعم حركات التحرر في الجزائر واليمن وفلسطين. كما كان أحد المؤسسين لحركة عدم الانحياز عالميًا، لتبني سياسة الاستقلال عن المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة.

و بعد خمسة وخمسين عامًا على رحيله، لا تزال تجربة عبد الناصر محل دراسة وملهمة للأجيال، فقد قدم مشروعًا وطنيًا متكاملًا للدولة المصرية وفتح الباب أمام تحقيق العدالة الاجتماعية، وأعاد صياغة مفهوم القيادة الوطنية وربطها بالكرامة والعدالة والاستقلال.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *