في تطور مؤثر هز قلوب الملايين عبر المنصات الرقمية، قدم النجم السعودي قعيد المجد جزءاً من جائزته الثمينة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل صدقة جارية عن روح صديقه الراحل أبو مرداع، في لحظة إنسانية نادرة أثبتت أن الأخوة الحقيقية تتجاوز حدود الحياة والموت. هذا الموقف النبيل جاء ليحول المأساة إلى درس في القيم الأصيلة، بعد أسابيع من الحادث المفجع الذي هز عالم صناعة المحتوى السعودي.
الحادث المأساوي الذي وقع في منطقة حائل خلال تصوير محتوى جديد، استغرق 15 ثانية فقط ليحصد حياة عبدالله بن مرداع القحطاني “أبو مرداع” في موقع الحادث مباشرة، بينما صديقه “أبو حصة” لا يزال يقاتل من أجل الحياة في العناية المركزة. “كان الصوت مرعباً، سمعته من بعيد وأدركت أن شيئاً فظيعاً قد حدث” يروي أحمد الحائلي، شاهد العيان الذي وصل إلى موقع الحادث. خلف هذه المأساة، تركت سارة المرداع، زوجة الراحل وأم لطفلين توأمين عمرهما 4 سنوات، تواجه تحدي الحياة بمفردها بعد فقدان العائل.
قد يعجبك أيضا :
ما يجعل هذه المأساة أكثر إيلاماً أنها ليست الأولى من نوعها في عالم صناعة المحتوى، حيث تشير الإحصائيات الصادمة إلى أن 70% من صناع المحتوى يتعرضون لمواقف خطيرة أثناء السعي وراء المشاهدات والإعجابات. د. فهد السلامة، خبير أمان الطرق لـ15 عاماً، يحذر قائلاً: “المحتوى الخطير يقتل أكثر مما يسلي، والثمن باهظ جداً”. هذا الضغط المحموم للحصول على محتوى فريد ومثير دفع العديد من الشباب إلى تجاهل أبسط قواعد السلامة، محولين شغفهم بالإبداع إلى مخاطرة بالحياة.
موقف قعيد المجد النبيل في التصدق بجائزته – التي تعادل راتب موظف لعامين كاملين – يعكس قيماً أصيلة تتجاوز المنافسة في عالم صناعة المحتوى. هذه البادرة الإنسانية تفتح الباب أمام أسئلة مهمة حول مسؤولية نجوم مواقع التواصل تجاه زملائهم وعائلاتهم، وتؤكد أن النجاح الحقيقي يُقاس بالقيم الإنسانية وليس فقط بأرقام المتابعين. كما أن تصرف قعيد يأتي في وقت يحتاج فيه القطاع إلى قدوة إيجابية تُظهر أن الأخوة والتكافل يمكنهما التفوق على الأنانية والطمع.
قد يعجبك أيضا :
هذا الحادث المؤلم يجب أن يكون نقطة تحول في عالم صناعة المحتوى العربي، درساً قاسياً يذكرنا بأن الحياة أثمن من أي محتوى مهما بلغت جودته أو انتشاره. موقف قعيد المجد يرسم صورة مشرقة لما يجب أن تكون عليه العلاقات في هذا المجال، حيث الأخوة والتكافل يتفوقان على المنافسة والأنانية. السؤال الحاسم الذي يطرح نفسه الآن: كم من “أبو مرداع” آخر سنفقد قبل أن نتعلم أن الحياة أثمن من أي محتوى، وهل سيكون تصرف قعيد المجد بداية عصر جديد من المسؤولية الاجتماعية في عالم صناعة المحتوى؟
