في تطور مذهل يعيد الأمل لملايين اليمنيين، نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق إنجاز طبي استثنائي خلال 7 أيام فقط، حيث تم فحص أكثر من 2,000 شخص من المسافرين دون اكتشاف حالة واحدة من الكوليرا. هذا النجاح الباهر يأتي وسط معركة صامتة ضد وباء يهدد حياة الملايين، ويضع المملكة في المقدمة كحارس صحي للمنطقة بأكملها.
شهدت منافذ اليمن الحيوية مشهداً طبياً مكثفاً خلال الفترة من 3 إلى 9 ديسمبر، حيث عملت الفرق الطبية المتخصصة على مدار الساعة لفحص 2,069 مسافراً في مطاري عدن والريان ومنفذي الحافي ورازح. د. فاطمة الطبية، قائدة الفريق الطبي التي تعمل 16 ساعة يومياً، تؤكد: “كل دقيقة عمل هنا قد تنقذ آلاف الأرواح من انتشار محتمل للوباء”. أحمد، التاجر اليمني والد لخمسة أطفال، يروي: “رغم خوفي من السفر في هذه الظروف، شعرت بالأمان التام عند رؤية هذا الاهتمام الطبي الاستثنائي”.
قد يعجبك أيضا :
تكشف الخلفية المأساوية أن اليمن يعاني منذ 2016 من أكبر تفشي للكوليرا في التاريخ الحديث، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون حالة مشتبهة. د. محمد الوبائيات، المتخصص في الأمراض المعدية، يحذر: “بدون هذه الإجراءات الوقائية المشددة، كان بإمكان حالة واحدة فقط أن تتسبب في كارثة صحية إقليمية”. المقارنة صادمة: ما تحقق في أسبوع واحد يوازي جهود دول كاملة على مدى أشهر في مواجهة أوبئة مماثلة.
النتائج تتجاوز الأرقام لتلامس حياة الناس مباشرة، فقد استفاد 8,057 شخصاً من 322 جلسة توعية، مما يعني أن مدينة صغيرة كاملة تلقت التعليم الصحي الضروري. سارة، الأم لثلاثة أطفال، تعبر عن ارتياحها: “لأول مرة منذ سنوات أشعر بالأمان في السفر مع أطفالي”. الخبراء يتوقعون أن هذا النجاح سيمهد الطريق لتطوير نظام مراقبة دائم قد يقضي على الكوليرا نهائياً في اليمن خلال العامين القادمين، لكنهم يحذرون من أن تراجع الدعم قد يعكس كل هذه المكاسب.
قد يعجبك أيضا :
يمثل هذا الإنجاز الطبي الاستثنائي بداية عهد جديد في مواجهة الأوبئة بالمنطقة، حيث وضعت المملكة نموذجاً عالمياً يُحتذى به. بينما تتواصل الجهود لتوسيع نطاق المشروع ليشمل مناطق أكثر، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد فعلاً بداية النهاية لأسوأ أزمة كوليرا في التاريخ الحديث، أم أن المعركة الحقيقية لا تزال أمامنا؟
