قال الفنان القدير محمد صبحي، إن تفاؤلي الحذر لا يمنعني من رصد الأخطار الوجودية التي تتربص بنا، موضحًا أنه بالأمس كانت المخدرات تستهدف الجسد ببطء، أما اليوم، فنحن نواجه “مخدرات مُخلقة” صُنعت لتمسح العقل من اللمسة الأولى، وامتد هذا السرطان ليضرب 26 محافظة، محولاً شبابنا إلى أشباح هائمة في الشوارع، مشوهة التفكير، تُعاني اهتزازًا نفسيًا يدفعها لارتكاب جرائم القتل بدم بارد تحت وطأة الهلاوس،و هذا ليس مجرد إدمان، بل هو اغتيال مُمنهج للقوى البشرية في مصر من قوى خارجية تُدرك أن ضرب الشعوب يبدأ من تغييب وعيها.
وأضاف الفنان القدير محمد صبحي، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن الأمل الوحيد المتبقي لاستعادة الإنسان المصري يكمن في إصلاح أربعة روافد أساسية، متمثلة في التعليم الذي يُعيد صياغة العقل، فضلًا عن الفن والثقافة كحائط صد ضد القبح والتدني، علاوة على الإعلام كأداة لبث الوعي لا التزييف، إضافة إلى الأسرة وهي التحدي الأكبر، إذ كيف نطالب الآباء بتربية أبنائهم وهم أنفسهم نتاج أجيال لم تحظَ بالتربية الكافية؟.
وأوضح أننا فقدنا منذ عام 2011 وحتى الآن نحو خمسة أجيال، وهو عبء لا تستطيع أي حكومة أو حاكم تحمله بمفرده أمام انفجار سكاني يقترب من 120 مليون نسمة، معقبًا: علينا أن نسأل أنفسنا بجدية: هل هذه الأجيال الغائبة عن الوعي هي التي ستذود عن حياض الوطن وقت الأزمات؟، موضحًا أن القوة الحقيقية لمصر كانت في تصدير المهندس العظيم، والطبيب الماهر، والمعلم القدوة.
وأشار إلى أن أعداءنا لا يخشون الحكومات بقدر خشيتهم من الشعوب الواعية، فالعدو يرتعد من شعب متعلم، ومنتج، يُدرك قيمة الاقتصاد، ويُحافظ على تراثه وقيمه، مشيرًا إلى أن أكبر انتصار لعدوك هو أن يُغرق مجتمعك في فن مُنحط وثقافة استهلاكية مشوهة.
وأكد أن معركتنا القادمة هي الجهاد المعلوماتي والعمل والبناء، موضحًا أن إنقاذ شاب واحد من الجهل – كما حاولت مع ذلك الشاب الذي ترك مدرسته ليعمل على “لودر”- هو لبنة في بناء جدار الحماية الوطني، ولن ننتصر بالخطب، بل باستعادة الإنسان الذي يصنع الفرق.
