
كشف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن جوانب العظمة في شخصية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال الدكتور أحمد كريمة، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، إن الحديث عن سيرة الصحابة هو عذب جميل طيب سلسل تستروح النفوس في جنباته القدوه الطيبه، واصفا شخصية الصحابي أبي بكر الصديق بأنها تميزت بصفات عظيمة حاسمة في أصعب اللحظات.
وأشار إلى الموقف التاريخي المهم يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، حيث كان كثير من المسلمين في حالة ذهول واضطراب، بل أن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: “والله من يزعم أن النبي مات أضرب عنقه”، وهنا تجلت عظمة أبي بكر في اليقين والرشد، فبعد أن كشف عن وجه النبي الشريف، قال كلمة عظيمة: “طبت حياً وميتاً”.
وفسر هذه الجملة بأنها إكرام من الله لسيدنا أبي بكر أن يشم الرائحة الطيبة المميزة لسيدنا النبي في حالتي الحياة والوفاة، موضحا أن أبو بكر أقسم قائلاً: “والله ليجمع الله عليك موتتين”، وهي إشارة واضحة إلى حياة الأنبياء والرسل في قبورهم.
ولفت إلى أن أبو بكر الصديق صعد المنبر، ونادى على عمر: “أيها الحالف على رسلك”، ثم أطلق كلمته الشهيرة التي أعادت للمسلمين رشدهم: ”أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا قول الله تعالى من سورة آل عمران: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ}، مشيرا إلى أنه بهذه الآية أيقن سيدنا عمر فعلاً أن النبي (عليه الصلاة والسلام) قد مات، مُنهياً حالة الهياج والاضطراب.
واستعرض الدكتور كريمة موقفاً آخر يبرز رشد الصديق عند الحيرة، عندما اختلف الصحابة حول مكان دفن النبي (صلى الله عليه وسلم)، هل يدفن في الكعبة، أو البقيع، أو بيت المقدس؟، حيث قال سيدنا أبو بكر كلمة الحسم: “سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي قُبض إلا دُفن حيث قُبض”، وهكذا، تم كشف الفراش وحفر ما تحته لدفن النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيته.
ونوه بأنه في موقف الغسل، كان الصحابة في حيرة: هل يجرّدون النبي من ثيابه؟، موضحا أن الله ألقى النعاس على كل من في الدار، وناداهم منادٍ لا يرونه: “لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثيابه”، فصبوا الماء عليه ودلكوه على قميصه..
وأكد أن هذه المواقف تعلمنا جوانب العظمة في ثبات سيدنا أبي بكر عليه رضوان الله عند الاضطراب، ورشده عند التحير.