تمحو خسائر 2025.. ارتفاع أسهم الأسواق الناشئة وتفوقها على الأمريكية

الأسواق الناشئة

ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة لتمحو خسائرها منذ بداية العام الحالي، في وقت يتوقع فيه المستثمرون أن تستفيد هذه الفئة من الأصول من تراجع الثقة في الأسهم الأميركية.

سجل مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة (MSCI EM) مكاسب وصلت إلى 1.7% اليوم، مع تعافي مؤشر “كوسبي” في كوريا الجنوبية من التراجعات التي لحقت به عقب الرسوم الجمركية بالمثل التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية. كانت الهند أول سوق رئيسية يمحو تأثير تلك التراجعات المرتبطة بالرسوم الجمركية في الأسبوع الماضي.

بيع الأصول الأميركية

يبرز هذا الأداء القوي للأسواق الناشئة في ظل استمرار الأسهم الأميركية بتسجيل خسائر تبلغ 10% منذ بداية العام الحالي. يعكس هذا التباين ما يُعرف بتوجه “بيع الأصول الأميركية”، وهو اتجاه اكتسب زخماً بعد التقلبات المفاجئة في سياسات الرسوم الجمركية وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي أضعفت التوقعات بشأن أداء الاقتصاد الأميركي. يعيد مديرو الأصول حالياً مواءمة استراتيجياتهم الاستثمارية مع واقع السوق الجديد، بعد سنوات من الرهانات صعود الأسهم الأميركية.

سجلت أيضاً عملات الأسواق الناشئة ارتفاعاً خلال الأسبوع الماضي، مدعومة بانخفاض الدولار الأميركي. شهدت السندات المقومة بالعملات المحلية في المنطقة أفضل بداية سنوية منذ 2022 مقارنة بنظيراتها المقومة بالدولار الأميركي، وذلك في ظل التوقعات بخفض أسعار الفائدة وتراجع معدلات التضخم.

قالت جيني زينغ، نائبة رئيس إدارة الدخل الثابت في شركة “أليانز غلوبال إنفستورز” (Allianz Global Investors)، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “كل ما يحدث في المشهد السياسي الأميركي دفع المستثمرين، ولا سيما الأجانب، إلى إعادة تقييم ما يجب أن تكون عليه علاوة المخاطر المرتبطة بالأصول الأميركية. يعبر الأشخاص عن مواقفهم من خلال تحركاتهم، قائلين: حسناً، حان وقت إعادة تقييم مكانة الولايات المتحدة الأميركية والبدء في تنويع الاستثمارات”.

دفعة جديدة في الأسواق الناشئة

في مؤشر متزايد على أن المستثمرين العالميين يسعون إلى تقليص استثماراتهم في السوق الأميركية، قالت شركة “جانوس هيندرسون إنفستورز” (Janus Henderson Investors) إنها تتوقع انخفاضاً محتملاً بنسبة 10% في تعرض عملائها للسوق الأميركية. من جانبها، أشارت شركة “أموندي” أنها تشهد إعادة تخصيص كبيرة، إذ يسحب العملاء أموالهم من الولايات المتحدة الأميركية ويحولونها إلى صناديق استثمار أوروبية.

كما تلقت الأسواق الناشئة دفعة إضافية اليوم بعد لهجة تصريحات أكثر اعتدالاً من الولايات المتحدة الأميركية بشأن الصين وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا يعتزم إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول. وبخصوص الصين، قال ترمب إنه يعتزم أن يكون “لطيفاً جداً” خلال أي محادثات تجارية، وإن الرسوم الجمركية الأميركية ستنخفض “بشكل كبير” عن مستواها الحالي البالغ 145%.

رغم أن لهجة التصريحات التراجعية خففت من قلق الأسواق، فإنها تمثل أيضاً دليلاً إضافياً على مدى تقلب السياسات الأميركية بناء على قرارات ترمب المفاجئة.

يواصل أوسع مؤشرات شركة “إم إس سي آي” الخاص بالأسهم الأسواق الناشئة صعوده لليوم الخامس على التوالي، معززاً تفوقه منذ بداية العام مقارنة بمؤشر “ستاندرد أند بورز 500” إلى أكثر من 10 نقاط مئوية.