رضا حجازي
شهدت فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمته الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية تحت عنوان “المناهج الدراسية والتماسك المجتمعي في ضوء التحديات المعاصرة: رؤية مستقبلية”، والذي استضافته كلية التربية بجامعة عين شمس يومي 26 و27 أبريل 2025، مشاركة بارزة للدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم الأسبق ورئيس جامعة الريادة للعلوم والتكنولوجيا (RST)، حيث قدّم ورقة عمل نوعية تناولت مفهوم “التعليم 5.0” ورؤيته المستقبلية لمنظومة التعليم.
التعليم 5.0: نحو منظومة تعليمية إنسانية ومستدامة
استعرض الدكتور رضا حجازي في ورقته العلمية مفهوم “التعليم 5.0” باعتباره توجهًا تحوليًا يضع الإنسان، والأخلاقيات، والاستدامة في قلب العملية التعليمية.
وأوضح أن هذا النموذج الجديد للتعليم لا يهدف فقط إلى إعداد الطلبة للالتحاق بسوق العمل، بل يتخطى ذلك ليُعدهم للحياة بكل أبعادها، من خلال تنمية الشخصية الإنسانية المتكاملة.
وسلّط الضوء على أهمية دمج التطورات التكنولوجية المتسارعة داخل المنظومة التعليمية، مع التأكيد على ضرورة استخدام هذه التقنيات الحديثة كوسائل لتعزيز القيم الإنسانية، بدلًا من أن تكون غاية بحد ذاتها.
وأشار إلى أن الأساليب التعليمية الحديثة يجب أن تركز على بناء الإنسان من خلال تنمية العقل، والقلب، والحواس، بما يعزز من قيم التعاطف، والابتكار، وروح المسؤولية تجاه الذات والمجتمع والبيئة المحيطة.
رؤية مستقبلية للعلاقة بين الإنسان والآلة
وفي سياق حديثه عن التعليم المستقبلي، أكد رضا حجازي أن الرؤية الحديثة تستلزم الإعداد لعالم يعمل فيه الإنسان والآلة بتناغم، لا في تنافس.
وأوضح أن الهدف المنشود هو الوصول إلى مجتمع تساهم فيه التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة للبشر، مع الحفاظ على القيم الإنسانية الأساسية، ومراعاة الأبعاد الأخلاقية والبيئية لكل تقدم تكنولوجي.
تطوير المناهج لتحقيق التماسك المجتمعي
وأكد الدكتور رضا حجازي خلال عرضه أن تطوير المناهج الدراسية بات أمرًا ضروريًا لمواجهة التحديات المعاصرة، مشددًا على ضرورة تصميم المناهج بما يرسخ قيم التعايش، والانتماء، واحترام التنوع الثقافي والفكري.
وأشار إلى أهمية تزويد الطلاب بالمهارات الناعمة مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والابتكار، إلى جانب تعزيز المعرفة الأكاديمية، وذلك لبناء مجتمع أكثر تماسكا وقدرة على مواجهة التغيرات العالمية.
كما دعا إلى تحديث استراتيجيات التدريس والتقييم بما يتماشى مع التغيرات السريعة في بيئة العمل والحياة اليومية، مع مراعاة أهمية بناء قدرات الطلبة على التعلم مدى الحياة.
رضا حجازي يشيد بالتنظيم ودعوة لاستمرارية الحوار الأكاديمي
وفي ختام مشاركته، أعرب الدكتور رضا حجازي عن امتنانه للدعوة الكريمة التي تلقاها من الأستاذ الدكتور يحيى عطية، رئيس المؤتمر، معبرًا عن تقديره للتنظيم المتميز وحسن الاستقبال، والإعداد الدقيق لفعاليات المؤتمر.
وأشاد بجودة النقاشات العلمية التي دارت خلال جلسات المؤتمر، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تشكل منصات مهمة للحوار الأكاديمي حول قضايا التعليم، وضرورة استمرارها لتبادل الرؤى والخبرات بين الباحثين والممارسين، بما يسهم في رسم خارطة طريق لتطوير التعليم في مصر والعالم العربي.
جاءت ورقة الدكتور رضا حجازي لتؤكد أن بناء مجتمع مستدام ومتماسك يبدأ من قاعات الدراسة، عبر تعليم يدمج بين التكنولوجيا والقيم الإنسانية، ويؤسس لجيل قادر على الابتكار والتعاطف معًا.
وقد شكّلت مشاركته إضافة نوعية إلى المؤتمر، عكست رؤية مستقبلية شاملة للتعليم في عصر التغيرات المتسارعة.