أكمل مانشستر سيتي سلسلة نتائجه المخيبة للآمال تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا هذا الموسم، ليسقط على أرضه وبين جماهيره أمام ريال مدريد 2-3، في ذهاب الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
هزيمة جديدة جاءت بعد 9 أيام فقط من سقوط الفريق السماوي خارج قواعده أمام أرسنال بنتيجة 1-5 في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح "الفيلسوف" أقرب أكثر من أي وقت مضى من خسارة لقب البريميرليغ، الذي سيطر عليه خلال المواسم الأربعة الأخيرة.
المفارقة المثيرة للجدل، أن مانشستر سيتي خسر أمام ريال مدريد الذي يعاني من غيابات قاسية في خط الدفاع، فيما تلقى هزيمة كاسحة أمام أرسنال الذي عانى من نقص واضح في شكله الهجومي، الأمر الذي يعكس معاناة الفريق السماوي من مشكلات كبيرة هذا الموسم.
ومع احتلاله المركز الخامس في الدوري الإنجليزي الممتاز، واقترابه من توديع منافسات دوري أبطال أوروبا بصورة مبكرة، يمكن القول إن موسم مانشستر سيتي قد ينتهي بطريقة كارثية، سيترتب عليها الكثير من ملامح مستقبل بيب غوارديولا المنتظر.
قال المدرب الإسباني عقب السقوط أمام ريال مدريد: "في بعض الأحيان تكون أنت الطرف الأفضل لكن الأمور لا تسير على ما يرام، كانت النتيجة تشير إلى التقدم 2-1، لكن هذا الأمر تكرر معنا كثيرًا حينما نتقدم أمام المنافسين ثم نخسر في الأمتار الأخيرة، تكرر الأمر أمام فينورد وسبورتينغ ومانشستر يونايتد، العديد من المباريات خسرناها بذات الطريقة".
تصريحات تعكس حالة معقدة يعيشها الفريق الإنجليزي الذي بات أكثر استسلامًا واستقبالًا للأهداف المتأخرة، مع أخطاء متكررة في خط الدفاع وضعت ريال مدريد في نزهة حقيقية بملعب الاتحاد، من حيث صناعة الفرص وإهدارها.
صحيح أن غياب رودري أثر بشكل كبير في جودة مانشستر سيتي، لكن التحول إلى فريق فوضوي بهذه الطريقة بعد هيمنة كبيرة منذ عام 2016، توج خلالها النادي السماوي بعدد 15 لقبًا في تسعة مواسم، أمر لا يمكن تفسيره إلى جانب كونها أزمة تقرب غوارديولا من الجنون.
لعنة صادمة تلاحق غوارديولا
وفقًا للبيانات الصادرة عن موقع "ترانسفيرت ماركت"، فإن مانشستر سيتي هو أكثر فريق في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى استقبالاً للأهداف عبر مختلف المسابقات منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وجاءت حصيلة اهتزاز شباكه بواقع 44 هدفًا في 23 مباراة.
ومنذ انضمام غوارديولا إلى النادي عام 2016، خسر مانشستر سيتي أكبر عدد من المباريات هذا الموسم بنسبة هزائم تصل إلى (31.6%)، علمًا أن أعلى سجلاته من حيث الهزائم جاءت موسم 2019-20 بسقوطه في 12 مباراة من أصل 58 مواجهة خاضها عبر مختلف المسابقات، ليعادل المدرب الإسباني هذا الرقم في الموسم الراهن بالسقوط للمرة 12، ولكن في 38 مباراة فقط.
دفاع مانشستر سيتي يتحمل المسؤولية بصورة كبيرة، لقد تلقى 63 هدفًا بمتوسط يصل إلى 1.66 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل مرتفع عن أسوأ مواسمه في هذا الجانب، وهو الموسم الماضي الذي تلقى فيه الفريق متوسطًا من الأهداف يصل إلى (1.12) هدف في المباراة الواحدة.
أرقام كارثية تعكس أن مانشستر سيتي بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب صفوفه من جديد، والنظر في طريقة اللعب الراهنة، أو أن رحيل الفيلسوف الإسباني سيكون الحل الأمثل عند نهاية منافسات الموسم الجاري.