حذّر موقع "آي بيبر" البريطاني من أن إن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة بات معلقًا في الميزان، وردًا على تصريح حماس بأنها قد تعرقل الاتفاق بتأخير إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين هذا الأسبوع، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بانفجار الجحيم".
من جانبه، صرح رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن وقف إطلاق النار سينتهي إذا لم تعيد حماس الرهائن المحتجزين في غزة بحلول ظهر يوم السبت، وقال في بيان مصور "سيعود الجيش إلى القتال العنيف حتى يتم هزيمة حماس أخيرًا".
واتهمت حماس إسرائيل بـ"انتهاكات" اتفاق وقف إطلاق النار بإطلاق النار على الفلسطينيين العائدين إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، فضلًا عن تأخير دخول الإمدادات الطبية والملاجئ، وتنفي إسرائيل حجب إمدادات المساعدات وتقول إنها أطلقت النار على أشخاص يتجاهلون التحذيرات بعدم الاقتراب من مواقع القوات الإسرائيلية.
وردًا على بيان حماس، وضع وزير الدفاع الإسرائيلي جيش الاحتلال في حالة تأهب للاستعداد "لأي سيناريو في غزة"، ليصف ترامب بيان حماس بأنه "فظيع" وقال إنه "سيترك هذا القرار لإسرائيل" بشأن ما يجب أن يحدث في النهاية لوقف إطلاق النار.
وأضاف ترامب: "لكن بقدر ما يتعلق الأمر بي، إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 من ظهر يوم السبت - أعتقد أنه وقت مناسب - أود أن أقول إلغاء ذلك وكل الرهانات لاغية ودع الجحيم يندلع"، وفقًا لما قاله للصحفيين في المكتب البيضاوي.
وقد تعرض إنذار ترامب للانتقاد، حيث قال المحللون إنه يخاطر بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي يملي جدولًا لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
جاهزون للرد
كان من المقرر إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين آخرين يوم السبت، لكن ترامب قال إنه يريد إطلاق سراحهم جميعًا، "ليس بالقطع، وليس اثنين وواحد وثلاثة وأربعة واثنين". وفي المجموع، لا يزال 76 أسيرًا - يُعتقد أن 44 منهم على قيد الحياة - محتجزين لدى حماس، وقال ترامب: "نريد عودتهم جميعًا".
رد المسؤول الكبير في حماس سامي أبو زهري: "يجب على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقًا يجب أن يحترمه الطرفان، وهذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة السجناء الإسرائيليين، فلغة التهديدات لا قيمة لها وتؤدي فقط إلى تعقيد الأمور".
وقال نتنياهو إن إسرائيل "ستستمر في اتخاذ إجراءات حازمة وقاسية حتى نعيد جميع رهائننا - الأحياء والأموات"، ولكن الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين يسيطرون على معظم غرب اليمن بما في ذلك العاصمة، قالوا إنهم مستعدون لمهاجمة إسرائيل إذا استأنفت هجماتها على غزة ولم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار.
وحدث التصعيد عندما التقى ترامب بالملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن في البيت الأبيض، وهو أول اجتماع لهما منذ اقترح الرئيس نقل سكان غزة إلى الدول المجاورة، وانتقد الفلسطينيون والمجتمع الدولي بشدة تدخلات ترامب - وخاصة أن الفلسطينيين الذين قد يتم طردهم من غزة لن يكون لهم الحق في العودة.
حياة الرهائن في خطر
ونقل الموقع الإخباري عن نمرود نوفيك، المستشار الكبير السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز وزميل منتدى السياسة الإسرائيلية، قوله إن تعليقات ترامب قد تعرض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر وتعرض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر.
وقال لصحيفة آي بيبر: "هذه شعارات سطحية منفصلة عن أي واقع على الأرض. إنها تلعب بحياة الرهائن وكذلك بحياة القوات الإسرائيلية التي كان ينبغي أن تكون خارج غزة منذ فترة طويلة".
وأشار إلى أن تهديد حماس صدر قبل وقت طويل من يوم تبادل الرهائن التالي يوم السبت، والذي يبدو محسوبًا لإعطاء وسطاء وقف إطلاق النار الوقت للتفاوض مع إسرائيل ويشير التوقيت إلى أن حماس لا تريد أن ينهار اتفاق وقف إطلاق النار.
