أطلق خبراء الأرصاد الجوية حول العالم تحذيرات متعددة بشأن العاصفة جارنيت الخطيرة ، التي تشهد خلالها درجات الحرارة انخفاضًا شديدًا يصل إلى ما دون الصفر.
تؤثر هذه العاصفة بشكل مباشر على نصف الكرة الشمالي، مما يشمل مناطق مثل سيبيريا و أمريكا الشمالية، حيث تسهم الدوامة القطبية النشطة في توليد موجات متتالية من الطقس القاسي عبر القارة.
الأكثر قوة هذا الشتاء العاصفة جارنيت
تُعد العاصفة جارنيت واحدة من أسوأ العواصف الشتوية حتى الآن، إذ تؤدي إلى تساقط كثيف للثلوج مع ارتفاعات تصل إلى 20 بوصة في بعض المناطق. وقد تغطي شمال شرق الولايات المتحدة بطبقات من الثلج يصل سمكها إلى قدم، مع احتمالية هطول أمطار متجمدة تضاعف أثرها السلبي.
تسببت العاصفة جارنيت في شلل شبه كامل لحركة المطارات و شركات الطيران بالإضافة إلى توقف خدمات القطارات ووسائل النقل العام، حيث اجتاحت 27 ولاية، ما أدى إلى ظروف قيادة خطرة وانقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق.
خبراء الأرصاد عن العاصفة جارنيت
وصف خبراء الأرصاد الجوية العاصفة جارنيت بأنها أكبر وأشد عاصفة شتوية خلال الموسم الجاري. وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات لنحو 30 مليون شخص بعدم السفر، مع توقعات بهطول أمطار مختلطة وتساقط الجليد الذي قد يؤدي إلى تراكمات خطيرة.
العاصفة جارنيت هي الثانية في سلسلة العواصف التي تضرب الولايات المتحدة هذا الموسم، حيث تتأثر البلاد بمنخفض جوي يمتد من السهول الوسطى وصولاً إلى المناطق الوسطى من المحيط الأطلسي. ونتج عن هذا المنخفض تساقط كثيف للثلوج وعواصف جليدية، خاصة في المناطق الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة.
تشهد أمريكا الشمالية في الوقت الحالي أنماط طقس متباينة، حيث تتمركز كتلة هوائية باردة قادمة من القطب الشمالي فوق معظم كندا والمناطق الشمالية للولايات المتحدة. وفي المقابل، يسود الهواء الدافئ مناطق الجنوب والغرب.
تشمل هذه الظروف الجوية نشاط نهر جوي قوي، ما يؤدي إلى تساقط كثيف للثلوج على سلسلة سييرا نيفادا وأمطار غزيرة على أجزاء من ولاية كاليفورنيا.
الدوامة القطبية
هي ظاهرة جوية ترتبط بالغلاف الجوي للأرض، الذي يتألف من ست طبقات تحيط بالكوكب. تتشكل معظم أنماط الطقس اليومية ضمن الطبقتين السفليتين، المعروفتين بالتروبوسفير والستراتوسفير.
في طبقة الستراتوسفير، توجد خاصية مميزة تُساهم في زيادة تقلبات الطقس، غالبًا ما ينتج عنها أحداث شتوية كبيرة تمتد على نطاق واسع وتدوم لفترات طويلة.
تُعرف الدوامة القطبية بأنها دوامة ضخمة ثلاثية الأبعاد من الرياح القوية، تدور باستمرار حول القطب الشمالي، على ارتفاع يتراوح بين 20 و50 كيلومترًا فوق سطح الأرض، مع سرعة رياح هائلة.
تصل هذه الدوامة إلى أقصى نشاطها خلال فصل الشتاء في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وتبقى مرتبطة بشكل وثيق مع الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، مما يؤثر بشكل مباشر على الأنماط المناخية.
