يؤدي حقل كيش للغاز الطبيعي في إيران دورًا إستراتيجيًا بتعزيز إنتاج البلاد من الغاز، بالإضافة إلى زيادة صادرات الطاقة، في وقت يحتاج فيه اقتصاد طهران إلى كثير من الدعم لمواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلاد.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الواقع على جزيرة كيش في مياه الخليج العربي يعدّ واحدًا من أهم الحقول الواعدة، التي تشتمل على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي والمكثفات.
ويسهم حقل كيش الغازي في تعزيز مكانة إيران، بصفتها واحدة من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم، لا سيما أن موقعه الإستراتيجي القريب من الممرات المائية الرئيسة، يجعله نقطة انطلاق مهمة لعمليات التصدير.
وعلى مرّ السنوات الماضية، واجه حقل كيش للغاز الطبيعي في إيران عددًا كبيرًا من التحديات المالية والتقنية، وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية التي أسهمت في نقص الاستثمارات الأجنبية وهروب الشركات العالمية، ولكن الجهود المحلية عززت عمليات التطوير دون توقف.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل كيش
تشير أبرز المعلومات عن حقل كيش إلى أنه اكتُشِفَ عام 2006، خلال عمليات تنقيب نفذتها شركة النفط الوطنية الإيرانية "نيوك"، ليتحول الحقل إلى محور رئيس لخطط التطوير لزيادة إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي.
ويمثّل الحقل الغازي العملاق أحد البدائل الإستراتيجية لتعزيز إنتاج إيران من الغاز، وخفض الاعتماد على الحقول المشتركة مع دول الجوار، وفي مقدّمتها حقل بارس الجنوبي، وهو ما أضاف له أهمية خاصة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويقع حقل كيش للغاز الطبيعي في جزيرة تحمل الاسم نفسه في جنوب إيران، وهو واحد من حقول الغاز الواقعة في مياه الخليج العربي، إذ تعدّ الجزيرة من المناطق الاقتصادية الحرة في البلاد، الأمر الذي يسهم في تسهيل عمليات الاستثمار والتطوير.
![حقل كيش الإيراني](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/01/73d55fc429591e88817923c9d71efbc5-e1736082270266.jpg)
ويبعد الحقل الغاز الإيراني عن سواحل البلاد من جهة الجنوب بنحو 30 كيلومترًا، بالقرب من الممرات المائية هنا، وهو ما يسهل عمليات نقل الغاز المنتج منه إلى المنشآت البرية لتجهيزه ومعالجته قبل تصديره، أو توجيهه إلى الداخل لاستعماله محليًا.
وتتولى شركة النفط الوطنية الإيرانية "نيوك" عمليات تطوير حقل كيش، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية مثل شركة بارس للنفط والغاز، وشركة بتروبارس، بالإضافة إلى شركات مقاولات محلية متخصصة في البنية التحتية.
وعلى الرغم من أداء هذه الشركات المحلية دورًا مهمًا في استغلال غاز الحقل العملاق، فإن تطلعات إيران لمشاركة الشركات العالمية في تطويره لم تكتمل بسبب العقوبات، لذلك اضطرت إلى الاعتماد على مواردها الداخلية وخبراتها المحلية.
احتياطيات حقل كيش للغاز
تُظهر بعض التقديرات غير الرسمية أن احتياطيات حقل كيش للغاز الطبيعي في إيران تُقدَّر بنحو 70 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، وهو ما يجعله ثالث أكبر حقل غاز في البلاد، بعد حقلَي بارس الجنوبي وحقل شمال فارس.
بالإضافة إلى هذه الكميات الضخمة من الغاز الطبيعي، يشتمل الحقل على كميات كبيرة من المكثفات الغازية، تُقدَّر بنحو 1.2 مليار برميل، وهو ما يجعله مصدرًا مهمًا لدعم الصناعات البتروكيماوية في البلاد، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفيما يتعلق بحجم إنتاج حقل كيش من الغاز الطبيعي، فإن التقديرات تشير إلى أنه يمكنه إنتاج ما يصل إلى 85 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميًا، بعد استكمال جميع مراحل التطوير.
وخلال المراحل الأولى من الإنتاج من الحقل الغازي العملاق، ركّزت طهران على تلبية احتياجات السوق المحلية الداخلية، إلّا أنه مع زيادة القدرات الإنتاجية، من المتوقع أن يسهم الحقل بشكل كبير في صادرات الغاز الإيرانية.
تطوير حقل كيش للغاز الطبيعي
انقسمت عمليات تطوير حقل كيش للغاز الطبيعي في إيران إلى 3 مراحل رئيسة، ركّزت المرحلة الأولى منها على تطوير البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك أعمال حفر الآبار، بالإضافة إلى بناء خطوط الأنابيب لنقل الغاز المنتج منه.
أمّا المرحلة الثانية من تطوير حقل الغاز الإيراني العملاق، فقد تضمنت زيادة الإنتاج وتطوير منشآت معالجة الغاز على جزيرة كيش، بينما استهدفت المرحلة الثالثة زيادة السعة الإنتاجية إلى أقصى حدّ، وتسهيل عمليات التصدير، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن عمليات تطوير الحقل تواجه عددًا من التحديات -مع الإمكانات الضخمة لحقل كيش-، إذ كانت العقوبات الاقتصادية الدولية أهم هذه التحديات، مع تأثيرها المباشر بالاستثمارات الأجنبية في إيران.
بالإضافة إلى ذلك، واجه الحقل تحديًا تقنيًا، تَمثَّل في نقص التكنولوجيا المتقدمة، التي تحتاج إليها عمليات استخراج الغاز الطبيعي من الحقل العملاق بكفاءة عالية، بخلاف التحديات البيئية المرتبطة بأعمال التطوير في منطقة حسّاسة بيئيًا.
وعلى الرغم من ذلك، تمكنت إيران في تحقيق تقدم واضح في عمليات تطوير حقل كيش، مدعومة في ذلك بجهود الشركات المحلية، بقيادة شركة النفط الوطنية الإيرانية، التي تدير أغلب حقول النفط والغاز في البلاد، وكذلك نتيجة دعم الحكومة المتواصل.
ويجعل هذا الاهتمام من حقل كيش الغازي عنصرًا رئيسًا في إستراتيجية طهران لتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي، وضمان إمدادات الطاقة بشكل مستدام، لا سيما أن الدولة تحقق خطوات مهمة في تطويره، بجهود محلية دون وجود أجنبي يشارك في الثروة.
ومن شأن استكمال عمليات تطوير الحقل العملاق أن يسهم في تعزيز اقتصاد البلاد، وتأمين جزء كبير من احتياجات السوق المحلية، وكذلك فتح آفاق جديدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الحالية، وفتح أسواق جديدة لمنتجات الطاقة الإيرانية حول العالم.
نرشّح لكم..
المصادر..