أخبار عاجلة
برادة يتمسك بقرار تسقيف سن الترشح -
بشرى سارة لجماهير الأهلي: صفقات جديدة تقترب! -
أشخاص ممنوعون من تناول السحلب احذر لو كنت منهم -

قرية لاي تشي وو"..تعود إلى الحياة بعد 60 عامًا من التهميش

قرية لاي تشي وو"..تعود إلى الحياة بعد 60 عامًا من التهميش
قرية لاي تشي وو"..تعود إلى الحياة بعد 60 عامًا من التهميش

الاربعاء 15 يناير 2025 | 10:25 صباحاً

كتب : محمد عبدالحليم:

في قلب الغابات الكثيفة والجبال المغطاة بالضباب، تقع قرية "لاي تشي وو"، وهي واحدة من أقدم المستوطنات في هونغ كونغ وأكثرها تنوعًا بيولوجيًا.

هذه القرية الزراعية التي يعود تاريخها إلى 300 عام، كانت ذات يوم موطنًا لأكثر من 1000 شخص، لكنها تحولت إلى قرية أشباح في الستينيات بعد هجرة سكانها بحثًا عن فرص أفضل في المدن الصناعية.

اليوم، وبفضل جهود ترميم مستدامة، تعود الحياة إلى هذه القرية القديمة، حيث يعود السكان الأصليون ويستقر فيها قادمون جدد.

تاريخ القرية وفلسفة "الفنغ شوي"

تأسست "لاي تشي وو" على يد شعب "هاكا"، وهي واحدة من المجموعات الأصلية في هونغ كونغ قبل الحقبة الاستعمارية. تم تصميم القرية وفقًا لفلسفة "الفنغ شوي"، التي تعني حرفيًا "الرياح والماء"، وهي فلسفة تصميم تهدف إلى تحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة. يقول سكان القرية إن الغابة المحيطة بها، والمعروفة باسم "غابة الفنغ شوي"، تحمي القرية من الأعاصير والانهيارات الأرضية، وتلطف درجات الحرارة القصوى.

الهجرة والتراجع

في الستينيات، بدأ سكان القرية في الهجرة إلى المدن الصناعية في هونغ كونغ، حيث كانت الزراعة لم تعد توفر مصدر رزق كافيًا.

تقول سوزان وونغ، رئيسة القرية البالغة من العمر 73 عامًا: "لم يكن لدينا حتى أحذية أو ملابس نرتديها". انتقلت وونغ وعائلتها إلى المملكة المتحدة عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، تاركين وراءهم قرية أصبحت مهجورة مع مرور الوقت.

إعادة الإعمار والتنمية المستدامة

بعد عقود من الإهمال، بدأت جهود إحياء القرية في عام 2009، عندما زار تشيو ينغ لام، رئيس مؤسسة هونغ كونغ للريف، القرية ووجد أن بعض المنازل لا تزال محافظة على حالتها.

أطلقت مؤسسته بالتعاون مع الجامعات والجهات الحكومية برنامج "لاي تشي وو المستدامة"، الذي استثمر أكثر من 12.8 مليون دولار في إعادة تأهيل القرية، بما في ذلك ترميم 15 منزلًا متداعيًا واستصلاح خمسة هكتارات من الأراضي الزراعية.

حياة جديدة في القرية القديمة

جذب مشروع الإحياء سكانًا جددًا مثل آه هيم تسانغ، الذي انتقل إلى القرية مع عائلته في عام 2015 بحثًا عن حياة أقرب إلى الطبيعة.

يعمل تسانغ في الزراعة ويقيم برامج إقامة للسياح تسمى "تجربة هاكا"، حيث يقدم وجبات طعام محلية من مزرعته.

يقول تسانغ: "يمكنك أن تشعر حقًا بالهدوء والسلام هنا. أتمنى أن يتمكن المزيد من الناس من البقاء لفترة أطول والاستمتاع بالإيقاع البطيء للحياة".

عودة السكان الأصليين

شجعت عودة السكان الجدد بعض السكان الأصليين على العودة أيضًا، فعادت سوزان وونغ إلى القرية في عام 2019 مع والدها البالغ من العمر 103 عامًا، لتعيش في المنزل الذي ولدت فيه.

تقول وونغ: "أنا سعيدة جدًا لأنني أحب هذه القرية. لدي الكثير من الأصدقاء الذين عادوا أيضًا".

محاصيل جديدة وفرص اقتصادية

أدخل المشروع محاصيل جديدة مثل القهوة، التي تزرع في الظل باستخدام تقنيات الزراعة الحراجية.

يقول ريان سيوهيم ليونغ، المسؤول عن المشروع في جامعة هونغ كونغ: "لدينا الآن حوالي 700 نبتة قهوة، مما يجعل لاي تشي وو أكبر منطقة منتجة للقهوة في هونغ كونغ".

كما يعمل المشروع على تحويل المحاصيل إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مثل المخللات والمربيات، ويخطط لإطلاق متجر إلكتروني قريبًا.

تحديات مستقبلية

على الرغم من النجاحات، لا تزال القرية تعتمد على التمويل الخارجي، بما في ذلك الدعم الحكومي للمزارعين.

يقول ليونغ: "طالما هناك أشخاص يرغبون في البقاء في القرية ويكسبون عيشهم، فإن ذلك يعتبر نجاحًا".

أصبحت "لاي تشي وو" نموذجًا لإحياء القرى بشكل مستدام، حيث يتم تطبيق الدروس المستفادة منها في قريتين مجاورتين، "موي تسي لام" و"كوب تونغ"، ويأمل ليونغ أن تصبح هذه القرى مجتمعة وجهة سياحية بيئية أكبر تجذب المزيد من الزوار.

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق غدًا.. «أفروبلاست» يفتتح فعالياته بـ 10 جلسات حوارية لتطوير صناعة البلاستيك
التالى انطلاق احتفالات العيد القومى لمحافظة أسوان بإيقاد شعلة السد العالى.. صور