بعد أشهر من المحادثات، وقّعت بغداد صفقة لتطوير احتياطيات نفطية في العراق تُقدَّر بما يزيد على 9 مليارات برميل مع شركة عالمية.
تدعم الصفقة الجديدة، التي وُقِّعَت مساء أمس الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني (2025)، خطط العراق الرامية إلى زيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في غضون 3 سنوات.
وأعلنت وزارة النفط العراقية، في بيان اليوم الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن مراسم توقيع مذكرة التفاهم مع شركة بي بي البريطانية جرت في لندن، وتستهدف تقييم إمكان إعادة التطوير المتكامل لحقل كركوك والحقول المجاورة.
وكان العراق قد وقّع مع شركة بي بي اتفاقًا مبدئيًا في 1 أغسطس/آب (2024) لتطوير 4 حقول للنفط والغاز في كركوك شمال العراق، قدّرت عملاقة النفط البريطانية أنها تحتوي على نحو 9 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.
حقول كركوك
جرت مراسم توقيع المذكرة التفاهم لتقييم إمكان إعادة التطوير الكامل لحقول كركوك الأربعة للتنفيذ، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط حيان عبدالغني، إذ وقّعها عن الجانب العراقي مدير عام شركة نفط الشمال عامر خليل أحمد، في حين وقّعها عن شركة بي بي البريطانية مدير فرع العراق زيد الياسري.
وتستهدف المذكرة العمل على إحالة مشروع إعادة تأهيل وتطوير حقول شركة نفط الشمال الأربعة في كركوك إلى شركة بي بي، من أجل زيادة الإنتاج، والوصول إلى أفضل المعدلات الإنتاجية المستهدفة من النفط والغاز.
وتتضمن صفقة بي بي إعادة تأهيل وتطوير حقول شركة نفط الشمال الـ4 في كركوك، وهي كل من حقل كركوك بقبتيه (بابا وأفانا) وحقل باي حسن وحقل جمبور وحقل خباز، مع إمكان الاتفاق على حقول أو رُقع استكشافية أخرى.
ومن المقرر أن تشرع شركة النفط البريطانية بي بي بوضع خطة رئيسة لتعزيز الطاقة الإنتاجية لحقول النفط والغاز في كركوك، من خلال إعادة تأهيل المرافق القائمة، إذا لزم الأمر، وبناء مرافق جديدة تشمل التوسع في مشروعات الغاز وبرنامج للحفر في حقول كركوك، من شأنه العمل على استقرار الإنتاج وعكس انخفاضه.
حقول النفط والغاز في كركوك
تعيد صفقة حقول النفط والغاز في كركوك شركة بي بي إلى العمل على تطوير احتياطيات نفطية ضخمة في العراق بعد غياب دام نحو 5 سنوات.
وفي أواخر عام 2019، انسحبت شركة بي بي من حقل نفط كركوك بعد انتهاء عقد الخدمة الذي أبرمته في عام 2013، دون التوصل إلى اتفاق بشأن توسعة الحقل.
وكشفت مصادر، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن صفقة تطوير حقول كركوك تستند إلى نموذج تقاسم الأرباح، وذلك بعد تحول العراق إلى عقود تقاسم الأرباح -وهو أكبر تغيير منذ عقود في طريقة تعامله مع شركات النفط العالمية- من أجل جذب المزيد من الأموال إلى قطاع النفط والغاز لتطوير احتياطياتها الضخمة.
توفّر نماذج تقاسم الأرباح حصة من الإيرادات بعد خصم الرسوم الملكية ونفقات استرداد التكاليف، بدلًا من صياغة الصفقات على أساس شروط الخدمة الفنية التي كانت مطبَّقة في السابق.
وتدفع عقود الخدمات الفنية التقليدية سعرًا ثابتًا لكل برميل نفط يُنتَج بعد تعويض التكاليف، وهي أقلّ ربحًا للمستثمرين الأجانب من شروط تقاسم الإنتاج.
وتعدّ شركة بي بي واحدة من أكبر الجهات الأجنبية الناشطة بقطاع النفط في العراق، إذ يعود تاريخ إنتاج النفط إلى عشرينيات القرن الماضي، عندما كان البلد ما يزال تحت الانتداب البريطاني.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..