يتصدر إنتاج الهيدروجين الأخضر اهتمام الباحثين المصريين الذي يحاولون التوصل إلى طرق مبتكرة لتصنيع الوقود الجديد باستعمال الموارد المحلية؛ لتحقيق أكبر جدوى اقتصادية ممكنة.
وفي هذا الإطار، توصّلت المُدرّسة بكلية الهندسة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الدكتورة مي شتا، إلى تقنية -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- لتنقية المياه وإنتاج الهيدروجين الأخضر في الوقت نفسه.
وأوضحت الباحثة المصرية أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يُعدّ من الاتجاهات المهمة في الوقت الحاضر، ولا سيما في إطار إستراتيجية مصر 2030 التي تهدف إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% خلال الأعوام الـ5 أعوام المقبلة.
وتتبنى مصر الأبحاث والمشروعات الخاصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، وخاصة تلك التي تقدّم طرقًا مبتكرة بديلة عن عملية التحليل الكهربائي للمياه التي تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء.
معالجة المياه الملوثة
قالت الدكتورة مي شتا -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن الفكرة بدأت بمعالجة المياه الناتجة عن الغسيل العكسي للمرشحات المستعملة بتنظيف مياه الشرب في إحدى الشركات المهمة، وهي شركة مياه الإسكندرية.
وأضافت أن هناك 6 ملايين متر مكعب من المياه تُنتج يوميًا في المحطات، يُفقَد جزء كبير منها يتراوح ما بين 20 و30% في الغسيل العكسي للمرشحات الرملية السريعة بمحطات معالجة المياه.
وتابعت أن هذه الكمية من المياه العادمة تُصرَف في المصارف الزراعية؛ ما يؤدي إلى مشكلات قانونية ومالية خطيرة لشركة مياه الشرب مع وزارة الموارد المائية، نتيجة زراعة المزارعين حول هذه المصارف.
واستطردت قائلة، إنها استعملت الطحالب لهضم الملوثات في عينات المياه الناتجة عن الغسيل العكسي للمرشحات، ثم تحويلها بعد ذلك إلى الهيدروجين الأخضر.
خفض الانبعاثات
أوضحت الباحثة المصرية أن تقنيتها جاءت في إطار تبنّي الدولة سياسات تهدف إلى استعمال تقنيات حديثة لمعالجة المياه، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وخفض الانبعاثات الضارة للحدّ من التغيرات المناخية وأثرها في المياه والبيئة.
وأكدت أن البحث عن مصادر نظيفة للطاقة وحلول خضراء قد أصبح أمرًا ضروريًا لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لافتة إلى أن الطحالب الخضراء تُعدّ مصدرًا واعدًا لإنتاج الوقود البديل.
وأشارت -خلال تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أنه أصبح بالإمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر بيولوجيًا باستعمال الطحالب من خلال تخمُّرها لاهوائيًا في بكتيريا المياه الملوثة.
وأضافت أنه بالإمكان إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين بعد معالجتها في وقت قصير، مشيرةً إلى أنه يمكن لـ30 جرامًا من الطحالب إنتاج 3 لترات من الهيدروجين، فضلًا عن سهولة زراعة الطحالب؛ ما يحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة.
ولفتت إلى أن عملية تحويل الطحالب الخضراء إلى وقود أخضر تجري عبر العديد من الخطوات التي تتضمن زراعة الطحالب وتجميعها وتجفيفها ثم تحويلها إلى وقود.
الطرق التقليدية
قالت المُدرّسة بكلية الهندسة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن الطرق التقليدية لإنتاج الهيدروجين الأخضر كانت تجري كيميائيًا بتحليل المياه المالحة، وفصل جزيئاتها، لاستخراج جزئ الهيدروجين وضغطه.
وأضافت أنه يُعاب على هذه الطريقة ارتفاع تكلفتها؛ نظرًا لأن إنتاج لتر من الهيدروجين يحتاج إلى 9 لترات من المياه، بالإضافة إلى ضرورة توفير ظروف معينة.
وتابعت أن الدراسات السابقة قد أثبتت أن الطحالب تُعدّ مصدرًا نظيفًا ورخيصًا لإنتاج الهيدروجين، كما يمكن زراعتها في أماكن غير صالحة للزراعة، مثل الأراضي الملحية بالمناطق الصحراوية.
كما أوصت الدراسات بضرورة إنتاج الهيدروجين الحيوي بالطريقة البيولوجية من الطحالب الدقيقة لزيادة كمية الهيدروجين المُنتج وتقليل تكلفته الإنتاجية.
وتوقعت الباحثة المصرية استعمال الطحالب في إنتاج مجموعة متنوعة من الوقود مستقبلًا.
ودعت إلى ضرورة الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين تقنيات استعمال الطحالب في إنتاج الوقود، وتوفير الدعم المالي والتشريعات الملائمة لتعزيز استعمالها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..