هل تؤثر الأزمة السورية على المصالح الدولية؟ رؤية تحليلية من سمير أيوب

الدكتور سمير أيوب

قال الدكتور سمير أيوب، الباحث المتخصص في الشؤون الدولية، إن الدول الكبرى تتعامل مع الأحداث العالمية بناءً على مصالحها الخاصة، وليس وفقًا لمعايير موحدة.

الوضع في سوريا لا يشكل خطرًا حقيقيًا

وأشار إلى أن الوضع في سوريا لا يشكل خطرًا حقيقيًا على الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية، لأن هذه الدول ترى أن الأوضاع الداخلية في سوريا لا تؤثر على أمنها القومي أو مصالحها المباشرة.

كما أن الدول المجاورة لسوريا، مثل العراق ولبنان والأردن وتركيا، لديها مشاكلها الخاصة وأزمات اقتصادية تجعل تأثير الأزمة السورية عليها محدودًا.

ولفت إلى أن الأردن، على سبيل المثال، رغم امتداد الأزمة السورية لأكثر من عقد، لم يتأثر بشكل كبير نظرًا لقدرته على إدارة تداعيات الأزمة داخليًا.

الدور التركي والموقف الأمريكي من الأزمة السورية

وأوضح الدكتور أيوب أن تركيا تلعب دورًا مزدوجًا في سوريا، حيث تركز فقط على تحقيق مصالحها الخاصة، لا سيما في محاربة الجماعات الكردية، دون الاهتمام بتأثير وجودها العسكري على وحدة الأراضي السورية.

وشدد على أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتعامل مع الأحداث بمكيالين، فهي تتدخل في شؤون الدول التي لا تتماشى مع مصالحها، بينما تتجاهل الأوضاع عندما تكون الأحداث في صالحها أو لا تؤثر عليها سلبًا.

وأكد أن المستفيد الأكبر مما يحدث في سوريا هو الكيان الإسرائيلي، الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة.

وأوضح أن استمرار الأزمة السورية يخدم المصالح الإسرائيلية، حيث يؤدي إلى تفتيت سوريا وإضعافها، كما حدث في العراق ودول أخرى.

وشدد على أن الدول العربية إذا لم تتوحد وتتخذ موقفًا واحدًا، فلن تتمكن من مواجهة الضغوط الأمريكية أو الاعتداءات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن العقوبات الأمريكية على سوريا، مثل قانون قيصر، لم تتوقف تمامًا رغم التخفيف الجزئي الذي شهدته في الأسابيع الأخيرة، مما يؤكد استمرار واشنطن في استخدام العقوبات كأداة للضغط السياسي.

وأوضح أن الوضع الحالي في سوريا، بما في ذلك الانتهاكات التي تُرتكب ضد المدنيين سواء من قبل الحكومة أو الجماعات المسلحة، قد يُستغل من قبل الدول الكبرى لفرض المزيد من العقوبات على دمشق، مما يزيد من تبعية الحكومة السورية للإملاءات الغربية.