أخبار عاجلة

د. حمادة شعبان يكتب : حياة من أجل الحوار

د. حمادة شعبان يكتب : حياة من أجل الحوار
د. حمادة شعبان يكتب : حياة من أجل الحوار

بدعوة كريمة من الدكتور "إيمانويل بيزاني الدومنيكاني" مدير معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان، تناولت طعام الإفطار أمس في المعهد ضمن وفدٍ من مرصد الأزهر لمكافحة التطرف. 

حياة من أجل الحوار

 وقبل الإفطار شرفت بحضور ندوة ثقافية للمثقف المصري الأستاذ "إيميل أمين" والأب "جان جاك" بمناسبة نشر مؤلفه "الأب جورج قنواتي... حياة من أجل حوار الديانات والثقافات"، الذي ترجمه عن الفرنسية الدكتور عزيز هلال.  
وكانت الندوة ثرية للغاية أبحرت في العالم الخاص لـ "جورج قنواتي" الراهب المسيحي المصري والصيدلاني المثقف والفيلسوف المؤمن بالتعددية الثقافية، وأحد القامات الفكرية في الثقافة المصرية، وصاحب المؤلفات التي تصبُ في صالح الحوار والتسامح من أهمها كتاب "فلسفة الفكر الديني بين المسيحية والإسلام"، وصاحب الدور البارز في أول وثيقة صدرت عن حاضرة الفاتيكان بخصوص الإسلام وهي وثيقة "في حاضرات أيامنا". وبالرغم من كل هذه الجهود العظيمة وغيرها لم يأخذ الأب "قنواتي" الشهرة التي يستحقها في بلده. 

اقرأ أيضا


ولـ "جورج قنواتي" جهود عظيمة في ترسيخ قيمة الحوار والتسامح بين أتباع الأديان، وهو حلقة مهمة من سلسلة العلماء المؤمنين بالحوار والساعين في سبيل ترسيخه بداية من الأب "بيوس الثاني عشر" الذي توفى في عام 1958م، وكان منفتحًا على العالم الإسلامي، وشهدت مراسم تشيعه وفودًا من عالمنا العربي والإسلامي. خلفه الأب "يوحنا الثالث والعشرين" الذي كان على معرفة جيدة بالإسلام والمسلمين، وعمل في تركيا والقدس في فلسطين، وعندما تولى البابوية أصدر الوثيقة سالفة الذكر، واشتهر في العالم بلقب "بابا بونو" أي البابا الطيب. وكذلك أيضًا البابا "يوحنا بوليس الثاني" المعروف بجهوده في الانفتاح على العالم العربي، والبابا فرانسيس وعلاقاته مع الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، وحضوره مؤتمر السلام الذي عُقد في القاهرة عاصمة الشرق في عام 2017. 

وتتضمن السلسلة أيضًا مجموعة من العلماء المسلمين الذين بذلوا جهودًا حثيثة على طريق ترسيخ الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان إيمانًا منهم بأن قضايا كوكبنا لا يمكن حلها إلا عن طريق الحوار بين من يعيشون على هذا الكوكب. ومن بين هؤلاء المرحوم الدكتور "علي السمان" مستشار الإمام الأكبر الشيخ سيد طنطاوي لشئون الحوار، وصاحب الثقافة الواسعة وموفور الجهد في ترسيخ قيمة الحوار. وكذلك المرحوم الدكتور "محمود حمدي زقزوق" رئيس مركز الأزهر للحوار، والذي بذل جهودًا كبيرة في ترسيخ قيمة الحوار، وكان يرى الأرض عبارة عن سفينة والشعوب ركابها، وإن لم يحمي الركاب سفينتهم ويحافظوا عليها ستغرق بهم جميعًا. وكذلك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله، صاحب فكرة تأسيس بيت العائلة المصرية الذي يهدف لترسيخ التعايش والقواسم المشتركة بين عنصري الأمة المصرية.

وله كذلك جهود حثيثة في ترسيخ الحوار مع حاضرة الفاتيكان وكنيسة كانتربري ومركز الكنائس العالمي، هذا بالإضافة إلى جهوده الحثيثة في الحوار الإسلامي الإسلامي.   

وعقب الإفطار جلسنا جلسة ثقافية تعارفنا فيها على الدكتور "جون درويل" المدير السابق للمعهد الذي يعيش في مصر منذ ثلاثين عامًا ويجيد العامية المصرية، ودار بيننا حوار حول أصول بعض الكلمات العربية. ثم اصحبنا الدكتور "درويل" في جولة داخل أروقة مكتبة المعهد. وهي مكتبة كبيرة وكنز ثقافي عظيم للباحثين يحتوي على 300 ألف كتاب وموسوعة، فُهرِسوا وفقًا لأحدث أنظمة الفهرسة. 

ختامًا نقول إن الحوار بين أتباع الثقافات والحضارات المختلفة في عصرنا الراهن هو ضرورة حتمية لا سيما الحوار الديني الذي هو جزء لا يتجزأ من حوار الحضارات. فالحضارات كلها قامت على أساس من الدين ومعه عناصر اللغة والتاريخ والثقافة.

تابع أحدث الأخبار عبر google news

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد أذان الفجر والشروق اليوم الأربعاء 12 رمضان بالقاهرة والإسكندرية والمحافظات ضمن مواقيت الصلاة
التالى المحكمة تحسم مصير زوج إعلامية شهيرة نصب على أفشة في 13 مليون جنيه| تفاصيل