إعادة هيكلة "هدسون باي" الكندية بسبب الأزمات المالية والتوترات التجارية

تواجه شركة "هدسون باي"، أقدم شركة تجزئة في كندا، أزمة مالية حادة دفعتها إلى البدء في إعادة هيكلة شاملة من خلال إجراءات مشابهة للإفلاس، وذلك بعد تعثرها في سداد ديونها المتراكمة.

إعادة هيكلة شركة هدسون باي

وفقًا لتقرير نشرته شبكة "فوكس نيوز"، أعلنت الشركة، التي تمتد جذورها إلى 355 عامًا وتدير متاجر "هدسون باي" وموقع "ذا باي" الإلكتروني، أنها حصلت على حماية الدائنين بموجب قانون ترتيبات دائني الشركات الكندي (CCAA)، وذلك بعد أن وافقت محكمة العدل العليا في أونتاريو على طلبها.

إجراءات قانونية لإنقاذ الشركة

يسمح قانون ترتيبات دائني الشركات الكندي (CCAA) للشركات المفلسة التي تتجاوز ديونها 5 ملايين دولار بإعادة هيكلة أوضاعها المالية وإنقاذ أعمالها من الانهيار، وفقًا لما ذكره موقع الحكومة الكندية، وبموجب هذه الإجراءات، تسعى "هدسون باي" إلى تنفيذ إصلاحات جذرية تشمل إعادة هيكلة عملياتها، وتقليص نفقاتها، والتركيز على نقاط قوتها الأساسية بهدف تعزيز استدامتها في السوق الكندي.

وأكدت الرئيسة التنفيذية ليز رودبيل، أن هدف الشركة هو استعادة مكانتها وضمان بقائها على المدى الطويل في قطاع التجزئة الكندي، الذي يشهد تحولات سريعة، مشيرة إلى أن الشركة ستواصل تقديم خدماتها للعملاء كالمعتاد رغم التحديات المالية والإدارية التي تواجهها.

عوامل دفعت الشركة نحو طلب الحماية القانونية

كشفت رودبيل، أن الشركة تفاوضت سابقًا مع مستثمرين محتملين لإعادة تمويل جزء من التسهيلات الائتمانية بهدف تعزيز السيولة المالية، إلا أن حالة عدم اليقين الاقتصادي التي نشأت عن التوترات التجارية، ولا سيما الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الكندية، أثرت سلبًا على قدرة الشركة على إتمام هذه الاتفاقات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض في 4 مارس تعريفة جمركية بنسبة 25% على بعض المنتجات المستوردة من كندا، والتي أعلن زيادتها إلى 50% أمس، مما دفع الحكومة الكندية إلى فرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة منحت كندا إعفاءً مؤقتًا لبعض السلع بموجب اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) حتى أوائل أبريل، إلا أن الأضرار الاقتصادية الناتجة عن هذه التعريفات أثرت على شركات التجزئة الكندية، ومن بينها "هدسون باي".

تحديات اقتصادية إضافية تضغط على الشركة

إضافةً إلى التوترات التجارية، أشارت هدسون باي إلى أنها، إلى جانب شركات تجزئة كندية أخرى، تواجه تحديات ما بعد الجائحة، التي انعكست على سلوك المستهلكين وأدت إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة أسعار الفائدة على القروض العقارية، وعوامل اقتصادية أخرى.

تمويل مؤقت وخطط إنقاذ محتملة

في إطار جهودها لتجاوز الأزمة، حصلت هدسون باي على موافقة على تمويل مؤقت بقيمة 16 مليون دولار كندي من شركة "ريستور كابيتال" وعدد من المقرضين الآخرين، وذلك لمساعدتها على مواصلة عملياتها خلال فترة إعادة الهيكلة.

وأوضحت الشركة أنها تدرس حاليًا بدائل استراتيجية من خلال مناقشات مع شركاء ومستثمرين محتملين لاستكشاف حلول تحافظ على أعمالها وتعزز موقعها في سوق التجزئة.

ويترقب الخبراء الخطوات القادمة للشركة، وسط تساؤلات حول مدى قدرتها على تجاوز الأزمة وضمان استمراريتها في قطاع يشهد منافسة شرسة وتحولات اقتصادية متسارعة.