خبراء حقوق الإنسان يستمعون إلى شهادات فلسطينيين بشأن تعذيب الاحتلال

علم غزة وسط الرُكام.أرشيفية

وصف فلسطينيون عمليات تعذيب على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين - مثل الضرب في الأعضاء التناسلية، والاحتجاز لأيام عراة، والتجويع - أمام محققي حقوق الإنسان المستقلين المدعومين من الأمم المتحدة يوم الثلاثاء خلال جلسات استماع بشأن معاملة المعتقلين أثناء الحرب في غزة.

خبراء حقوق الإنسان يستمعون إلى شهادات فلسطينيين بشأن تعذيب الاحتلال

أُنشئت لجنة التحقيق المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة من قِبل مجلس حقوق الإنسان، المدعوم من الأمم المتحدة، برئاسة المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي. ويمكن استخدام نتائجها كدليل للمحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من الهيئات التي تسعى إلى مقاضاة جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات الحقوق في سياق الحرب.

رفضت إسرائيل التعاون مع اللجنة، متهمةً إياها والمجلس بالتحيز ضدها. وانسحبت إسرائيل من المجلس بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة الشهر الماضي.

وذكرت جماعات حقوقية أن هناك انتهاكات واسعة النطاق في مركز الاحتجاز العسكري "سديه تيمان".

وقال الشاهد الأول، وهو ممرض من غزة تحدث عبر الفيديو من القطاع، إنه تم حبسه في قفص، وتعليقه "مثل كيس الملاكمة"، وضربه على أعضائه التناسلية حتى نزفت دماؤه، وتعرض مع معتقلين آخرين لهجمات الكلاب.

قال سعيد محمد عبد الفتاح أبو الجديان، 26 عامًا، إنه اعتُقل في 18 نوفمبر 2023، في الأيام الأولى للحرب، أثناء عمله في مستشفى الشفاء . ووصف، من خلال مترجم، أنه أُمر بخلع ملابسه واحتُجز لمدة ثلاثة أيام عاريًا.

شنت القوات الإسرائيلية غارتين كبيرتين على مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في غزة، أثناء الحرب.

وقال الجديان خلال استجوابه من قبل محققي الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك حول الأنفاق، إنه لا يعرف عنها شيئا، "إن التعذيب أثر على الأعضاء التناسلية".

قال شاهد آخر من غزة، أبو جديان، إنه احتُجز في سدي تيمان وفي مركز احتجاز آخر. وأضاف أنه فقد ما يقرب من 30 كيلوغرامًا من وزنه عند إطلاق سراحه. ولم تتضح بعد مدة احتجازه.

"هذه ليست قصتي وحدي، أنا مجرد شخص واحد من بين العديد من المعتقلين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، هذا ما قاله، بحسب مترجم.

ولم تستجب البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف على الفور لطلب التعليق.

منذ 7 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل أكثر من 48500 فلسطيني في غزة. وكان أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.

الانتهاكات الإسرائيلية المنهجية

تستمر جلسات اللجنة يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن تصدر تقريرًا يوم الخميس حول استخدام إسرائيل الممنهج للعنف الجنسي وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الفلسطينيين منذ بداية حرب غزة.

وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أصدر تقريرا في عام 2024 أشار فيه إلى أن المعتقلين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر واجهوا التعذيب بالماء والحرمان من النوم والصدمات الكهربائية وغير ذلك من أشكال التعذيب وسوء المعاملة .

ويقول التقرير بشأن الاحتجاز إن مصلحة السجون الإسرائيلية احتجزت أكثر من 9400 معتقل أمني حتى نهاية يونيو، وقد تم احتجاز بعضهم سراً دون السماح لهم بالوصول إلى المحامين أو احترام حقوقهم القانونية.

وتضمن التقرير ملخصا لعدد "مذهل" من المعتقلين - بمن فيهم رجال ونساء وأطفال وصحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان - وقال إن مثل هذه الممارسات تثير مخاوف بشأن الاحتجاز التعسفي.

في ذلك الوقت، وصفت وزارة الخارجية الأميركية التقارير التي تحدثت عن الاعتداء الجنسي على المعتقلين الفلسطينيين من قبل جنود إسرائيليين بأنها "مروعة"، وقالت إن إسرائيل يجب أن تحقق "بسرعة" و"بشكل كامل"، بعد تسريب مقطع فيديو من معسكر سدي تيمان الإسرائيلي، وهو معسكر اعتقال سري في صحراء النقب، يوثق اعتداء جنود إسرائيليين جنسيا على رجل فلسطيني.