تبني قطر 8 ناقلات غاز مسال، في مسعى حثيث يسلّط الضوء على خطط البلد الخليجي الرامية لتوسيع أسطولها من الوقود منخفض الانبعاثات، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحضرت شركة قطر لنقل الغاز المحدودة "ناقلات"، العاملة في مجال نقل الغاز الطبيعي المسال، مراسم احتفال "قطع الفولاذ"، إيذانًا ببدء بناء السفن الجديدة في حوض بناء سفن في كوريا الجنوبية.
ومن المخطط أن تتميز السفن الجديدة بتصميمات متطورة وتقنيات مبتكرة؛ ما يؤكد التزام "ناقلات" بأعلى معايير السلامة والتميز التشغيلي والاستدامة البيئية.
ويشكّل إنجاز بناء السفن نقطةً فاصلةً بجهود تعزيز قدرات الشركة في ضوء مواصلتها أداء دورٍ رئيس في سدّ الطلب العالمي على نقل الغاز الطبيعي المسال الذي يعوَّل عليه بتسريع جهود إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري.
ناقلات الغاز المسال
تشكّل السفن الـ8 الجديدة جزءًا من مشروع قطر التاريخي لتوسيع أسطول ناقلات الغاز المسال، الذي يهدف إلى سدّ احتياجات عملائها من الوقود الإستراتيجي، بالتزامن مع توسعة مشروع حقل الشمال.
واستضافت شركة بناء السفن الكورية الجنوبية هانهوا أوشن (Hanwha Ocean) احتفال "تقطيع الفولاذ" الخاص ببناء ناقلات الغاز المسال الجديدة التي ستكون مملوكة ومشغَّلة بوساطة شركة "ناقلات"، وهي لاعب رئيس بقطاع الشحن البحري في البلد العربي.
وحضر مراسم الاحتفال كبار المسؤولين من شركتي ناقلات وهانهوا أوشن، إلى جانب عددٍ من مؤسسات التمويل الدولية، وفق ما ورد في بيان صحفي صادر عن مشغّل السفن، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
25 سفينة
مثّل الاحتفال بدء مرحلة البناء لـ8 من إجمالي 25 سفينة بالحجم التقليدي، بسعة إجمالية تلامس 174 ألف متر مكعب.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات عبدالله السليطي: "تشتمل السفن على أحدث التقنيات المتطورة؛ ما يضمن كفاءةً تشغيلية معززة ومصداقية أعلى، مع الالتزام بالمعايير البيئية العالمية".
وأوضح السليطي: "بينما نواصل تعزيز وضعنا بصفتنا بلدًا رائدًا عالميًا في قطاع الشحن والخدمات البحرية، فإننا ما نزال نركّز على التميز"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وستُؤَجَّر ناقلات الغاز المسال لشركات تابعة لشركة قطر للطاقة بمقتضى اتفاقيات طويلة الأجل، علمًا بأن شركة ناقلات ستمتلك وتُشغّل السفن بموجب اتفاقية مع شركة قطر للطاقة أُعلِنَت في فبراير 2024، قبل أن تُبرَم بعد هذا التوقيت بشهر.
وفي سبتمبر/أيلول (2024)، رفعت صفقة شراء 6 سفن مع شركة بناء السفن الصينية سي إس إس سي (CSSC) إجمالي عدد سفن الأسطول الجديد إلى 128 سفينة.
وبعد ذلك بـ3 أشهر، أبرمت "قطر للطاقة" اتفاقيات إيجار طويلة الأجل بخصوص 6 سفن لنقل الغاز الطبيعي المسال من طراز كيو سي -ماكس (QC-Max) مع المشروع المشترك بين شركة ميتسوي أو. إس. كيه لاينز المحدودة (Mitsui O.S.K Lines Ltd) وبين شركة كوسكو شيبينغ إل إن جي إنفستمنت (شنغهاي) المحدودة (COSCO Shipping LNG Investment) المعروفة اختصارًا بـ سي إس إل إن جي (CSLNG).
مشروع غولدن باس
إلى جانب العمل على زيادة أسطول ناقلات الغاز المسال التابع لها، تطوّر قطر للطاقة مشروع محطة صادرات الغاز المسال غولدن باس (Golden Pass) في مدينة سابين باس بولاية تكساس الأميركية، مع شركة الطاقة الأميركية إكسون موبيل.
وبفضل تمديد ترخيص صادرات الغاز الطبيعي المسال المُبرَمة في الأسبوع الماضي، تمضي غولدن باس في مسارها الذي يقودها إلى بدء الصادرات في العام المقبل (2026).
وكان قد تَقرر إرجاء موعد تشغيل محطة غولدن باس في الولايات المتحدة، لمدة 6 أشهر، أي حتى نهاية عام 2025، ويُعزى هذا القرار إلى إشهار إفلاس المقاول الرئيس للمشروع، ممثلًا في شركة زاكراي هولدينغز (Zachry Holdings).
وكان من المقرر أن يبدأ تشغيل المشروع في أثناء الشهور الـ6 الأولى من عام 2025، لكن بعد قرار الإرجاء الأخير، عُدِّلَ الجدول الزمني إلى أواخر العام الجاري؛ ما سيؤثّر سلبًا في إمدادات الغاز المسال الجديدة.
وتستحوذ قطر للطاقة على حصة الأغلبية بنسبة 70% في مشروع محطة غولدن باس، الذي من المتوقع أن تتجاوز سعته الإنتاجية 18 مليون طن سنويًا، في حين تستحوذ إكسون موبيل على الحصة المتبقية البالغة 30%.
ويترتب على تأجيل بدء تشغيل المحطة تحويل طفرة نمو إمدادات الغاز المسال الجديدة من عام 2026 إلى عام 2027، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسينتُج عن هذا التراجع في إمدادات الغاز الطبيعي المسال الجديدة خلال 2026 -مع تحول جزء من الإمدادات إلى 2027- تأثير ملموس إقليميًا وعالميًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.توسعة أسطول قطر من ناقلات الغاز المسال من موقع أوفشور إنرجي
