كشف السفير أمجد العضايلة، سفير المملكة الأردنية الهاشمية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن القمة العربية الأخيرة في القاهرة قررت تشكيل وفد عربي لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وذلك لبحث آليات تمويل وإطلاق خطة الإعمار التي أُقرت مؤخرًا.
وأكد العضايلة، خلال مقابلة تلفزيونية ببرنامج "من مصر" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن التعاون العربي مع القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضروري جدًا لإنجاح خطة إعادة إعمار غزة، مشددًا على أهمية توظيف هذا الملف لتحقيق أفق سياسي أوسع يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
توافق عربي على ضرورة حشد الدعم الدولي
وأوضح العضايلة أن خطة إعمار غزة تحتاج إلى تمويل كبير، مما يستوجب حشد الدعم العربي والدولي لضمان تنفيذها، مؤكدًا أن الوفد المكلف بزيارة واشنطن لم يتم تشكيله بعد، لكنه يخضع حاليًا للدراسة والتنسيق بين الدول العربية، ومن المتوقع أن تتضح معالم التحرك في الأسابيع وربما الأيام المقبلة.
وأشار إلى أن الجامعة العربية تعمل على تنسيق الجهود بين العواصم العربية والغربية لضمان مشاركة أوسع في إعادة إعمار القطاع، مضيفًا أن التواصل مع الولايات المتحدة وشركاء المجتمع الدولي أساسي لإعادة إطلاق مسار المفاوضات، استنادًا إلى حل الدولتين، باعتباره الإطار الوحيد القادر على تحقيق السلام والاستقرار الدائمين.
وقف إطلاق النار… خطوة لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار
شدد مندوب الأردن لدى الجامعة العربية على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، محذرًا من أن الأوضاع ستظل هشة إذا لم يكن هناك التزام حقيقي بوقف التصعيد.
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية نفذت عمليات تهجير لآلاف الفلسطينيين من القرى والمخيمات، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الانتهاكات. كما دعا إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، باعتبار أن وحدتها مع غزة ضرورية لتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة.
أكد العضايلة أن إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تتم بمعزل عن حل سياسي شامل، داعيًا إلى استثمار الزخم الدولي الحالي للضغط على إسرائيل للالتزام بحل الدولتين، كونه الحل الوحيد القابل للتطبيق وفق المرجعيات الدولية.
وأشار إلى أن الخطة العربية لإعادة الإعمار ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى تمهيد الطريق أمام استئناف مفاوضات السلام، مع ضرورة ربط جهود الإعمار بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
تحركات عربية مكثفة لإنجاح المبادرة
تأتي هذه التصريحات في وقت تكثف فيه الدول العربية جهودها الدبلوماسية لتعزيز الدعم الدولي لخطة إعادة الإعمار. وتعمل مصر والأردن ودول أخرى على حشد التمويل والمساعدات من الدول الكبرى والمنظمات الدولية، لضمان تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تعيد بناء البنية التحتية وتخفف من معاناة الفلسطينيين.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة لقاءات رفيعة المستوى بين ممثلي الدول العربية والإدارة الأمريكية، بهدف تأمين تعهدات مالية والتوصل إلى تفاهمات تضمن استمرارية إعادة الإعمار في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها المنطقة.