أخبار عاجلة

آمال ومخاوف.. مغاربة قطاع غزة يرقبون "الهدنة الوشيكة" بفرح حذر

آمال ومخاوف.. مغاربة قطاع غزة يرقبون "الهدنة الوشيكة" بفرح حذر
آمال ومخاوف.. مغاربة قطاع غزة يرقبون "الهدنة الوشيكة" بفرح حذر

“بفرح حذر” يرقب مغاربة قطاع غزة الأنباء المُتواترة بشأن اتفاقِ وشيك بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية المسلحة في البقعة المُحاصرة، إذ تتزاحَم في قلوب هؤلاء مشاعر الفرح بقرب وضع نقطة النهاية لـ15 شهراَ من “الكفاح للنجاة من الصواريخ والجوع والعطش”، مع الخوف من غارات الطائرات الإسرائيلية، التي يقولون إن وتيرتها تكثّفت خلال “هذه الساعات الصعبة من أجل رفع فاتورة الدماء”.

وبعد أن تخطّت أكثر من سنة، مُخلفّة حصيلة بشرية ثقيلة فاقت الـ40 ألف قتيل، وفق إحصائيات وزارة الصحة في غزة، لم تستبعد الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها المنتخب، دونالد ترامب، التوقيع على اتفاقِ ينهي الحرب الإسرائيلية على القطاع، بنهاية الأسبوع الجاري، فيما كان مرتقبا، الثلاثاء، عقدُ “جولة حاسمة” من المفاوضات لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وفقا لوكالة فرانس برس.

ولا يخفي أفراد من الجالية المغربية بغزة، بعضهم مازالوا عالقين تحت نيران الحرب بالقطاع، وآخرون تمكّنوا من مغادرة البقع الفلسطينية المُحاصرة غير أن أقاربه لم يحالفهم الحظ في ذلك، “الفرح العميق” الذي تغمرهم به الأنباء المُـتواصلة بشأن الهدنة الوشيكة. غير أن “ما رافق جولات المُفاوضات السابقة، من أنباء مماثلة في التفاؤل، دون أن تنتهي باتفاق، يدفع إلى التريث وعدم تفجير السعادة كاملة حتى رؤية وقف إطلاق النار يسري واقعا”.

إلى ذلك أكدّ هؤلاء، الذين تواصلت معهم هسبريس، “الثقة الكاملة في دور مهم مرتقب للمغرب في إعادة إعمار غزة عموما، ومساكن المغاربة الفلسطينيين هناك خُصوصاَ، في شُعور يتكئ على مبادرة المملكة بإرسال مساعدات إنسانية خلال هذه الحرب، ومُساهماتها السابقة في تأهيل البنيات التحتية بالقطاع”.

ومن شمال قطاع غزة أكد ياسر اليعقوبي، طبيب مغربي، “انتظار كافة الفلسطينيين في البقعة الفلسطينية المحاصرة، بفارغ الصبر، دخول الهدنة المرتقبة حيز التنفيذ، وإبرام صفقة تبادل مُشرفة مع إنهاء كامل لهذه الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل”، مُفيدا بأن “الأنباء المتسارعة بشأن توقيع مرتقب لاتفاق إطلاق النار جميلة ومبهجة؛ لكن ما سَيُبهج أكثر هو ترجمتها على أض الواقع”.

وأصرّ اليعقوبي، في تواصله مع هسبريس، على أن “الأهم بالنسبة لمغاربة غزة كما عموم الغزيين في الوقت الحالي هو الإيقاف الفوري لحمام الدم والإبادة الجماعية التي يتعّرضون لها منذ حوالي عام ونصف العام، وتُسقط في كل دقيقة شهداء”، مُردفا بأنهم “أعياهم القتال كل يوم من أجل النجاة من صواريخ إسرائيل، ومن الجوع والعطش عبر سلك سبل وعرة لتأمين لقمة الخبز ومياه الشرب والاستحمام والغسل، شحيحة الوجود”.

واستذكر هذا المواطن المغربي تعرّض منزله في شمال غزة “لقصف بصاروخ يزن نصف طن، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل”، رغم أنه وأفراد عائلته “مدنيون عزل ليس لهم أي سلاح أو ما شابه، في واقعة تنضاف إلى سجل جرائم الإبادة التي تعرّض لها الفلسطينيون في هذه الحرب، ويأملون أن تضع لها الصفقة نقطة نهاية”، وفق تعبيره.

وأفاد الطبيب عينه، وهو مسؤول في وزارة الصحة بغزة، بأن المستشفيات بدورها “مُتلهفة” للهدنة؛ خُصوصا “بعد ما تصاعدت وتيرة تدميرها، وباتت الكوادر الطبية بها تشكو عدم التمكن من التخلص من النفايات الطبية التي تعد مصدراَ للأوبئة والأمراض المعدية”.

وينتظر اليعقوبي “تفضل الملك محمد السادس بإعطاء تعليماته من أجل انخراط المغرب في إعادة بناء المنازل المدمّرة بغزة عموماَ، وتلك التي تخص المواطنين المغاربة خصوصا”، مُبرزا “الثقة في حصول هذا الأمر، بما أن للمغرب باعاَ طويلا في إعادة تأهيل قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ ما يشهد عليه بناؤه مطار غزة ومبنى الحسن الثاني بجامعة الأزهر، إلخ”.

ويغمر مُحمد المقوسي، أحد حاملي الجنسية المغربية الذين تمكنوا من العودة للمغرب، بعد أن قضى “أشهراَ تحت نيران الحرب المدمّرة”، “فخر ممزوج بسعادة كبيرة لقرب التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”، وفق ما كشفه لهسبريس، مُستدركاَ بأن “الساعات التي تسبق الحدث المأمول صعبة جدا على الغزيين العالقين بالقطاع، مثلما على الأسر المغربية التي مازال بعض أقربائها هناك”.

“مصدر القلق” خلال هذه الساعات، وفق المواطن المغربي عينه، “ناشئ عن تصعيد إسرائيل من وتيرة غاراتها التي تستهدف المدنيين في الساعات القليلة الماضية، بغرض إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا ورفع فاتورة الدماء الغزية”، بتعبيره.

وأوضح المقوسي أنه رغم تحويل الحرب منزل الأسرة في مدينة غزة إلى ركام فإن “الشوق مرتفع لزيارته والعودة لقطاع غزة من أجل رؤية الأهل والأحبة”، مُتأسفاَ “لطول الغربة النفسية والجسدية التي يعيشها من اضطروا للنزوح من منازلهم، أو اللجوء لدول أخرى، ولِصعوبة عودتهم للحياة الطبيعية؛ إذ قد تستغرق سنوات طوال”.

وشاطر محدثنا، اليعقوبي، “الثقة في أن المغرب لن يدخر جهدا في تسريع عملية إعادة الإعمار، ففي الماضي القريب أرسل الملك محمد السادس مساعدات طبية وغذائية لقطاع غزة مرتين خلال هذه الحرب، وفي الماضي البعيد نسبيا كان ووالده قد بنيا منشآت حيوية بالقطاع، على رأسها المطار ومستشفيات”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعرف علي سعر الذهب اليوم الأربعاء في بداية التعاملات المسائية بعد التراجعات الأخيرة.. أعرف عيار 21 بكام
التالى الليلة.. اتفاق الهدنة بين إسرائيل و”حماس” .. تفاصيل