الخميس 13 مارس 2025 | 05:52 مساءً

الدكتور خالد شينكات رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية
قال الدكتور خالد شنيكات، رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن إسرائيل تحاول استخدام جميع الوسائل السياسية والاقتصادية والإنسانية للضغط على قطاع غزة، سواء على السكان المدنيين أو على الفصائل الفلسطينية، لإجبارهم على الاستسلام التام.
خالد شنيكات: إسرائيل تسعى لفرض الاستسلام التام على غزة (خاص )
وأوضح شنيكات أن ما تسعى إليه إسرائيل هو "النصر المطلق" كما تسميه، حيث تعتمد سياسة "ممارسة الضغوط القصوى" في محاولة لتحقيق أهداف عجزت عن بلوغها خلال الحرب.
ولفت إلى أن استمرار الحصار والمجاعة سيؤدي إلى أوضاع كارثية في غزة، مع استمرار الدمار الهائل الذي شهدته المنطقة خلال الحرب.
وأكد أن إسرائيل تستخدم هذه الاستراتيجية لدفع سكان غزة إلى الاستسلام من خلال التضييق الشديد على حياتهم.
وأشار شنيكات إلى أن قرار إسرائيل لا يقتصر على قطع الكهرباء فقط، بل يشمل أيضاً وقف وصول الإمدادات الإنسانية وقطع شبكات المياه.
وشدد على أن القطاع يعاني من حصار شبه تام، ما يمنع وصول أي نوع من المساعدات، في وقت يحتاج فيه السكان بشدة إلى الدعم بعد تعرضهم لدمار شامل أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل كبير.
وأكد أن الهدف الإسرائيلي من هذه السياسة هو فرض الاستسلام التام، في إطار سعيها لتحقيق "النصر المطلق"، مشيراً إلى أن إسرائيل تعتبر الحصار جزءاً من استراتيجيتها الحربية لإخضاع القطاع.
الآثار القانونية والانعكاسات على مستقبل المفاوضات
وأوضح شنيكات أن هذا القرار الإسرائيلي يتعارض مع القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني، الذي يمنع الحصار واستهداف المدنيين تحت أي مبرر.
ولفت إلى أن هذه السياسة تعمّق حالة الحرب وتزيد من الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يجعل تحقيق السلام أو أي تسوية سياسية أكثر صعوبة.
وأشار إلى أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى تجذّر الصراع في المنطقة، خاصة مع استخدام وسائل الحصار والتضييق.
وأوضح أن ذلك سيخلق أجيالاً جديدة أكثر عداءً وكراهية لإسرائيل، مما يعزز التطرف ويدفع نحو مواقف أكثر تشدداً تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد شنيكات أن فرص الحلول السياسية تتضاءل مع استمرار هذه السياسة، مشيراً إلى أن إسرائيل تستخدم جميع الوسائل لإجبار الفصائل الفلسطينية على الاستسلام.
ولفت إلى أن الفشل في تحقيق هذا الهدف قد يدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى التوجه نحو تنفيذ مخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة، عبر استمرار المجاعة وتدمير البنية الحياتية وجعل القطاع غير صالح للعيش.
وأضاف أن هناك مفاوضات جارية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وحماس، وأخرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس.
وأوضح أن إسرائيل تصر على أن يكون التفاوض قائماً على أساس "الاستسلام التام"، بما يشمل ترحيل القيادات الفلسطينية ونزع السلاح من القطاع.
وشدد شنيكات على أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية تتمسك بشروطها في المفاوضات، والتي تشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ومحور فيلادلفيا، واستئناف الحياة الطبيعية، وإدخال المساعدات الإنسانية والاقتصادية ووقود الكهرباء وفق ما تم الاتفاق عليه.
وأشار إلى أن حماس أبدت استعدادها لعدم إدارة القطاع، كما التزمت بذلك أمام الوسطاء. وأوضح أن الوضع التفاوضي معقد للغاية، محذراً من أن استمرار السياسة الإسرائيلية قد يمهد لتصعيد عسكري جديد.
ولفت إلى أن هناك استعدادات إسرائيلية متزايدة في ظل تولي رئيس هيئة الأركان الجديد "زامير"، الذي يتبنى خططاً هجومية بدلاً من الدفاعية.
وأكد أن هذا التوجه يعززه تحريض مستمر من اليمين الإسرائيلي المتطرف، ممثلاً بسموتريتش وبن غفير، اللذين يهددان بتفكيك الحكومة الإسرائيلية إذا لم تتجه نحو التصعيد والحرب.
اقرأ ايضا