نظّمت السفارة المغربية في بروكسل، مساء الخميس، بشراكة مع المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في بلجيكا (CEOMB)، مأدبة إفطار لفائدة الأئمة المغاربة وجمعيات المساجد في بلجيكا.
تميّز هذا الحدث بحضور كل من برنارد كوينتين، وزير الداخلية البلجيكي، وسعيد شبار، الأمين العام للمجلس الأعلى للعلماء المغاربة، ومحمد رفيقي، الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
محمد عامر، سفير المملكة المغربية في مملكة بلجيكا، أكد، في كلمته الترحيبية، أن شهر رمضان يمثل فرصة لتعزيز الفهم الصحيح للإسلام كدين سلام وتعايش، لا سيما في ظل السياق الحالي الذي يشهد تصاعد النزعات الانعزالية وتنامي التطرف والتشدد.
كما أبرز سفير الرباط في بروكسل النموذج الديني المغربي القائم على الاعتدال والسلام والوسطية، مشيرا إلى المبادئ التي تميز الهوية الروحية للمغرب؛ من بينها القراءة السياقية للنصوص الدينية وربطها بالعقل.
في هذا الصدد، استشهد الدبلوماسي عينه بالتوجيهات الملكية الأخيرة الرامية إلى تكييف مدونة الأسرة مع تطورات المجتمع المغربي.
وشدد محمد عامر كذلك على الدور المحوري للمؤسسة الملكية، باعتبارها إمارة المؤمنين، في ضمان حرية العبادة وتعزيز الحوار بين الأديان؛ مما يجعل المملكة نموذجا استثنائيا في تدبير الشأن الديني على المستوى الإقليمي.
كما استحضر في هذا السياق الرسالة الملكية التي دعت المغاربة إلى الامتناع عن نحر أضاحي عيد الأضحى لأسباب اقتصادية ومناخية؛ وهي خطوة لقيت ترحيبا واسعا، خصوصا في الأوساط الاجتماعية الأكثر هشاشة.
من جانبه، أكد مصطفى شنضيض، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، على الدور المهم الذي يضطلع به الأئمة في بلجيكا في نشر قيم الإسلام الوسطي الداعي إلى التعايش المشترك.
أما برنارد كوينتين، وزير الداخلية البلجيكي، فقد سلط الضوء على متانة العلاقات الثنائية بين بلجيكا والمغرب، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، مشيدا بالدور الذي تضطلع به الجالية المغربية في توطيد هذه العلاقات.
وأشار الوزير البلجيكي، بهذه المناسبة، إلى لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في الرباط خلال شهر يناير الماضي، حيث جدد موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية، داعيا حكومته إلى تطوير هذا الموقف.
حري بالذكر أن هذا الحدث شهد حضور نحو 500 شخص؛ من بينهم سفراء ورؤساء بلديات، وشخصيات بلجيكية وبلجيكية-مغربية من الأوساط السياسية والاقتصادية، إلى جانب فاعلين في المجتمع المدني. كما حضر عدد من أفراد الجالية المغربية الناشطين في مجالات مختلفة، خصوصا في الحقل الديني وتعليم اللغة العربية والترويج للثقافة المغربية.
