
في إطار سلسلة حكايات نسائية التي تنشرها صحيفة “التاتس” (TAZ) الألمانية، تروي لنا الكاتبة ياسمين كارلاغيكال عن شخصية نسائية مميزة في مدينة كولونيا. ولتقريب القراء من هذه السيدة وعوالم النساء المشردات نشرت الصحيفة سالفة الذكر مقالا عن المسكوت عنه في عوالم الظواهر الاجتماعية في ألمانيا.
رحلة من التشرد إلى الأمل
ليندا رينينغس هي ناشطة اجتماعية كرّست حياتها لدعم النساء المشردات، مستمدة قوتها من تجربتها الشخصية مع التشرد. قضت خمس سنوات بلا مأوى، بما في ذلك عام كامل على مقبرة في كولونيا، حيث وجدت نفسها في مواجهة صعبة مع الحياة. لكن هذه التجربة لم تكسرها؛ بل دفعتها إلى اكتشاف رسالتها الحقيقية: تقديم الأمل والمساعدة للنساء اللواتي يعشن في ظروف قاسية.
تأسيس جمعية “بلا مأوى في كولونيا”
في عام 2014، أسست ليندا جمعية “بلا مأوى في كولونيا”، التي تعمل على تقديم الدعم العملي والعاطفي للنساء المشردات. تشمل خدمات الجمعية توفير المأوى والرعاية الطبية، بالإضافة إلى مبادرات مبتكرة مثل السماح للنساء بإحضار كلابهن كمرافقين للحماية والأمان.
تحديات المراحيض العامة
من بين القضايا التي أثارت اهتمام ليندا مؤخرًا قضية المراحيض العامة الجديدة في ساحة “فينر” بكولونيا-مولهايم. على الرغم من أنها جاءت كبديل لمرافق مؤقتة خلال جائحة كورونا، فإن تصميمها أثار جدلًا واسعًا بسبب افتقارها إلى الخصوصية، حيث تحتوي الأبواب على فتحات كبيرة من الأعلى والأسفل. تقول ليندا بغضب: “كيف يمكن لامرأة أن تستخدم هذه المراحيض بينما يمكن للجميع رؤيتها؟ هذا غير مقبول إطلاقًا”.
النساء المشردات.. معاناة غير مرئية
تشير ليندا إلى أن النساء المشردات غالبًا ما يبقين غير مرئيات في المجتمع. عندما تفقد النساء منازلهن، يلجأن عادةً إلى الإقامة لدى المعارف أو الأقارب فيما يُعرف بالتشرد الخفي، مما يضعهن في علاقات اعتماد هشة. تقول ليندا: “النساء يحاولن أن يكن غير لافتات للانتباه قدر الإمكان”.
كتاب يوثق الألم والأمل
في كتابها “متمردة الشارع.. أنثى وبلا مأوى”، تسلط ليندا الضوء على الأسباب التي تدفع الناس إلى التشرد، خاصة النساء. بأسلوب مؤثر وصادق، تصف كيف يمكن لغياب الدعم في أصعب اللحظات أن يدفع الإنسان إلى الشارع. الكتاب ليس مجرد سرد لتجربتها الشخصية، بل هو دعوة لفهم أعمق لمعاناة المشردين والبحث عن حلول حقيقية لمشكلاتهم.
رسالة أمل ودعوة إلى التغيير
على الرغم من التحديات الصحية التي تواجهها بسبب مرض رئوي مزمن، فإن ليندا تواصل عملها بلا كلل لدعم النساء المشردات وتوفير احتياجاتهن الأساسية؛ مثل الطعام والملابس والرعاية الصحية. تجربتها الشخصية جعلتها رمزًا للصمود ومصدر إلهام للكثيرين الذين يسعون إلى التغلب على أزماتهم. من خلال عملها وجمعيتها وكتابها المؤثر، تسعى ليندا إلى إحداث تغيير حقيقي في حياة المشردين وتسليط الضوء على قضاياهم المنسية.